لكل السوريين

رغم التحذيرات الدولية.. وبالتنسيق مع واشنطن إسرائيل تستعد لاجتياح مدينة رفح

تصاعدت وتيرة الاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ هجوم عسكري واسع على مدينة رفح، وهي آخر منطقة لم يتم اجتياحها في قطاع غزة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الجيش يستعد لمهاجمة معاقل حركة حماس في رفح رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية.

وحسب وكالة رويترز، قال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “إن الجيش الإسرائيلي قد يبدأ العمل على الفور، لكنه ينتظر الضوء الأخضر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش “يستعد لاجتياح مدينة رفح في وقت قريب جداً، بتنسيق ميداني مع الولايات المتحدة”.

ووفق هيئة البث، أعد الجيش الإسرائيلي خطة معدلة لاجتياح رفح، بعد إحداث تغييرات عليها وفق التحفظات الأميركية.

وقالت إن الأميركيين “أعربوا في البداية عن معارضة شديدة للعملية البرية الإسرائيلية في رفح، لكنهم أدركوا أخيراً أهمية الدخول إليها”.

ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني إسرائيلي أن تل أبيب بصدد إقامة غرفة عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة لإدارة عملية اجتياح المدينة.

وقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن عملية إخلاء السكان منها قد تستغرق ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع.

حسابات معقدة

يأتي تصاعد الحديث عن الهجوم المتوقع على رفح في ظل خلافات عميقة في إسرائيل حول جدوى الاستمرار في الحملة العسكرية طالما أنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها، وهي القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين لديها.

وكانت إسرائيل فد زعمت أنها قامت بتفكيك كتائب حماس القتالية العاملة في شمال غزة، ولكن مقاتلي حماس “أعادوا تنظيم صفوفهم في وحدات أصغر وانتقلت الحركة إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية”، حسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية التي نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله “لا يزال هناك عدة آلاف من المسلحين في شمال غزة”.

وتتوالى الانتقادات الحادة من قادة سياسيين وعسكريين ورؤساء وزراء سابقين لاستمرار العملية لأنها لم تحقق هدفها، إضافة إلى تصاعد دعوات الانتقال لمفاوضات الأسرى مع حماس، على أن تستكمل العمليات العسكرية بعد ذلك.

وتستند هذه الدعوات إلى اتهام صريح لنتنياهو بأنه يريد إطالة أمد الحرب من أجل الحفاظ على حكومته، وتجنيب نفسه المحاكمة بتهمة الفساد والفشل في توقع هجوم طوفان الأقصى.

وبالمقابل، يسعى نتنياهو إلى تنفيذ الهجوم على رفح لأنه يريد إعطاء الفرصة لجيش الاحتلال لتحقيق صورة نصر من خلال تضييق الخناق على حركة حماس وقيادتها السياسية والعسكرية.

احتجاجات داخلية ودولية

أغلق عشرات الإسرائيليين من بينهم عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، الطريق السريع الواصل بين القدس وتل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى وقبول الصيغة المطروحة على طاولة المفاوضات.

ورفعوا لافتات كتبت عليها شعارات تنتقد حكومة نتنياهو وتتهمها بالتخلي عن المحتجزين، والسعي وراء المصالح السياسية بدلاً من التوصل لصفقة تبادل تعيدهم على قيد الحياة.

كما اندلعت مظاهرات في العديد من المدن العربية والعالمية للمطالبة بوقف العدوان على غزة، ومنع وقوع الهجوم المتوقع على مدينة رفح.

وفي تونس انطلقت مظاهرة حاشدة أمام مقر السفارة الأميركية بتونس العاصمة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي فرنسا، تجددت المظاهرات التضامنية مع الفلسطينيين في بعض المدن من بينها باريس،

ورفع المتظاهرون صور أطفال غزة الذين استشهدوا تحت القصف الإسرائيلي.

وفي إسبانيا خرج عشرات الآلاف من تسعين مدينة إسبانية بمظاهرات تضامنية مع غزة، وفي العاصمة مدريد طالب آلاف المتظاهرين بوقف الإبادة الجماعية في القطاع، وبالقطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ومقاطعة شركاتها التجارية.

كما شهدت مدن أميركية، من بينها شيكاغو ونيويورك، مظاهرات مناهضة للحرب على غزة، ونفّذ طلاب جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك وقفة احتجاجية أمام الجامعة بعد فضّ الشرطة الاعتصام الذي أقاموه ضمن فعالية “مخيم التضامن مع غزة”.

وتضامن الطلاب في عدة جامعات حول العالم مع “مخيم التضامن” في جامعة كولومبيا بعد اعتقال أكثر من مئة طالب من حرم الجامعة على خلفية دعمهم لغزة ومطالبتهم بوقف الحرب.