لكل السوريين

غلاء تكاليف زراعة الذرة الصفراء يخيف مزارعين بريف الرقة

الرقة/ صالح اسماعيل 

يتجه أغلب مزارعي ريف الرقة الشمالي لزراعة محاصيل الذرة الصفراء والخضروات، التي تؤمن زراعتها مردود مادي جيد، يساهم في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي.

وتعد زراعة محصول الذرة الصفراء من الزراعات التكثيفية، التي يقوم بزراعتها فلاحوا ريف الرقة بالإضافة للزراعات الصيفية(القطن)، وتأتي أهميتها في تأمين صناعة الزيوت النباتية(كونسروا)، وتوفير قسم كبير من أعلاف الدواجن، والمواشي.

وتشهد زراعة الذرة الصفراء لهذا العام ارتفاع كبير، في تكاليف الزراعة من أجور الأراضي الزراعية وارتفاع أسعار البذور والأسمدة الزراعية والأدوية التي ترتبط قيمتها بقيمة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

الفلاح عيسى الخلف من ريف الرقة الشمالي يقول: “نقوم بزراعة محصول الذرة الصفراء كونها تدر مردود مادي جيد ولا تحتاج زراعتها لفترة زمنية طويلة، حيث تستغرق دورتها الزراعية أربعة أشهر”.

وبين الخلف في حديثه بأن “تكلفة زراعة محصول الذرة الصفراء لهذا العام مرتفعة جدا مقارنة مع الأعوام السابقة حيث بلغ سعر استئجار الهكتار الواحد مليون ليرة سورية، وتكلفة بذور بقيمة 150دولار أمريكي وذلك حسب صنف البذور، بالإضافة لتكلفة تجهيز الأراضي الزراعية بالجرار بشكل مناسب لزراعة المحصول”.

وأردف الخلف: “تفعيل مجفف الرقة العام الماضي ساهم في تسويق محصول الذرة الصفراء، وشجع العديد من المزارعين لزراعتها”.

وطالب الخلف بدعم الزراعة الصيفية، محصول الذرة الصفراء كونها تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة من إنتاج الزيوت النباتية، ومواد غذائية، وإنتاج أعلاف.

وتشهد أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية حالة عدم استقرار، حيث تجاوز سعر الصرف 3000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، الأمر الذي ينعكس سلباً على القطاع الزراعي، وعلى العملية الزراعية.

وتعد الأرياف الشمالية من أكثر المناطق التي يقدم المزارعون فيها على زراعة المواسم التكثيفية كالذرة الصفراء الجبس البذري بالإضافة إلى الخضار الصيفية التي تزرع بكثرة رغم غلاء تكاليفها هي الأخرى.

ولعب كثرة مياه الري في المنطقة دورا كبيرا في دفع الفلاحين للاعتماد على الزراعات الصيفية التي تحتاج لمياه كثيرة، رغم التخوف الواضح من موضوع قلة المياه في قناة الحوض الأوسط التي لا تعتمد على المضخات الكهربائية.

التخوف من نقص المياه لم يخفيه فلاحو الرقة بسبب النقص الحاصل في مياه الفرات جراء حبس دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات منذ بداية العام الحالي.

وتضررت مساحات واسعة من الأراضي من جراء نقص المياه، ورغم النداءات المتتالية التي وجهها الأهالي للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتجنيب المنطقة خطر أزمة إنسانية تعصف بكافة جوانب الحياة إلا أن الاحتلال التركي لا يزال يحبس المياه.