لكل السوريين

هل تعرف موقع “حورته الأثري”؟

حماة/ جمانة خالد  

يقع موقع حورته الأثري على بعد 17 كم شمال مدينة أفاميا، ويعد أحد أهم المواقع اﻷثرية في سورية بل في العالم، حيث توجد منه خمسة مواقع فقط مشابهة له، ضم الموقع في طياته معالم أثرية وكنيستين إحداهما قائمة على أنقاض معبد “ميترا”.

وهو أحد المعابد الخمسة في العالم الذي احتفظ برسومه الجدارية، ويعود هذا المعبد إلى الفترة البيزنطية، وهو مغارة بعمق أربعة أمتار، ويضم المدخل والدرج الحجري الذي يصل بين قاعتين اليمنى التي تحتوي تمثالاً للآلهة ميترا.

أما القاعة الأخرى للمعبد، فتقع في الجهة اليسرى، وتُعد ملحق عبادة للقاعة الرئيسة، وتضم القاعتان مجموعات فريدة من الرسوم واللوحات الجدارية المتشابهة تمثل الآلهة “ميترا” وتصور أشخاصاً من جنسيات شرقية مختلفة كالصينيين، وأناساً من بلدان الشرق الأوسط وتجسد الرسوم صوراً لعدة حيوانات منها الأسود والغزلان وغيرها.

أما الكنيستان فهما من طراز البازيليك (كنيسة فوتيوس، كنيسة ميخائيل) حيث عُثر في الكنيسة الكبرى (فوتيوس) على ثلاث سويات فسيفسائية رائعة عُرضت في متحف أفاميا كما عُثر في فسيفساء السوية الأولى على ثلاثة نصوص كتابية يونانية مؤرخة في أعوام (438– 484)، وتمثل مناظر لطيور وزخارف هندسية نباتية متنوعة تعود لمنتصف القرن الخامس الميلادي.

وفي الجناح الغربي من الرواق الشمالي لكنيسة «ميخائيل» لوحة تضم بداخلها مجموعة من الحيوانات المفترسة وهي تصطاد طرائدها، والنصف الثاني منها هودج محمول على «بغلين» يجر أحدهما شخص، وفي الرواق الأوسط هناك لوحة، بداخلها أيقونة السيد «المسيح» وهو يجلس على كرسيه، ويعود تاريخ هذه اللوحة إلى القرن الخامس الميلادي.

وتعاني حورته كما عموم سوريا، حرب جديدة تمر على سوريا مهد الحضارات، غاب عنها السياح والمهتمون بالآثار، وعن المعبد الروماني الأثري والكنيسة البيزنطية ورسومات الآلهة مترا.

ومنذ بدء الأزمة السورية تعرضت المواقع الأثرية لجفاء من قبل السيّاح، وتعرضت الكثير من المواقع الأثرية السورية لدمار وتجويل الكثير منها لثكنات عسكرية، كما تعرضت لتنقيب وسرقات، وتعتبر سورية من أهم البلدان في العالم الغنية بآثارها التاريخية نتيجة تعاقب الحضارات فيها.