لكل السوريين

مكتبة “بور سعيد” إرث حضاري للأدباء والمثقفين في الرقة

الرقة/ أحمد سلامة 

لطالما كانت مدينة الرقة من منجبي الكتاب والأدباء المميزين في مجال الأدب والثقافة، إذ أن هناك أسماء لمعت حتى وصل صيتها للعالمية من أمثال “عبد السلام العجيلي” وغيره من الأدباء والمثقفين.

وقد تأسست في مدينة الرقة وافتتحت المكتبات الأدبية، والإقبال عليها كان بشكل ملفت طوال السنين الماضية.

وخلال الأزمة السورية الاخيرة والحروب والدمار الذي كان لمدينة الرقة منه نصيب كبير، أدى إلى دمار عدد كبير من المكتبات وضياع الكتب منها إما عن طريق السرقة أو عن طريق الحرق، وبذلك تم فقدان الكثير من الكتب المهمة التي كانت لمجموعة من الأدباء المحليين والعالميين.

وبهذا الصدد قامت صحيفتنا بزيارة لأقدم مكتبة في مدينة الرقة وهي مكتبة “بور سعيد”, إذ تأسست في سنة 1957, وخلال لقاء أحمد الخابور، وهو صاحب المكتبة، يقول “تعود تسميت المكتبة بهذا الاسم نسبة لاتفاق الوحدة العربية في مدينة بورسعيد في عام 1956”.

وأشار “الخابور” إلى أن المكتبة كانت تضم عدد من الكتب القديم مثل  ألف ليلة وليلة, وكليلة ودمنة، لكن الأزمة السورية والحروب التي دارت أدت إلى ضياع الكثير منها, إذ أن المكتبة كانت ملتقى لكثير من الأدباء والكتاب في المدينة, وكانت تقام فيها الكثير من الاجتماعات للمفكرين.

وأضاف “تضم المكتبة عدد من الروايات القديمة لمفكرين ومؤرخين عالميين, ممن كان لهم التأثير في مجتمعاتهم  والمجتمعات الأخرى, وتعد المكتبة إرث ثقافي يتصل جذوره مع أيام الوحدة السورية المصرية التي كان للأدباء المصريين والسوريين دور كبير في قيامها”.

ويتابع “إن المكتبة فقدت كثير من قرائها وروادها خلال السنوات العشر الماضية بسبب عزوف الكثير من المثقفين والمهتمين بالروايات الكلاسيكية والحديثة عن مزاولة القراءة, فمعظم الأشخاص فقدوا الشغف والمتعة في القراءة إما نفسيا من جراء الحروب والدمار أو جسديا نتيجة صعوبة المعيشة وعدم وجود الوقت الكافي للقراءة”.

ويستطرد “إن القراء في هذه الأيام لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة, فزيارة المكتبة مقتصرة على الأصدقاء وبعض الزملاء في السنوات القديمة, وبعض المثقفين الذين لازالت تشدهم حب القراءة وشغف المطالعة والاستمتاع بالقصص والروايات والدواوين والمعلقات الشعرية”.

مع العلم بأن المكتبة فقدت كتب ذات قيمية أدبية كبيرة في سنوات الحرب واتلفت بعضها بالحرق وأخرى بالسرقة, إلا أنها تحتفظ بين جدرانها القديمة لكتب تعود لثمانين سنة وأكثر, فهي كانت تعد مركز ثقافي لمدينة الرقة في سنين مضت, لما تحمله من طابع أدبي عربي وعالمي في داخلها ,ليجعل منها منارة من منارات المعرفة والعلم ومرجع للمثقفين في مدينة الرقة.