أثار مقطع مصوّر لوزير الثقافة في سلطة دمشق، محمد صالح، جدلاً واسعاً بعد تصريحات وصف فيها اللغة السريانية بأنها “إحدى لهجات اللغة العربية”، ما دفع مؤسسة “أولف تاو للغة السريانية” إلى إصدار بيان رسمي اعتبرت فيه أن كلام الوزير يحمل معلومات غير دقيقة ومضللة، وتمثل إساءة مباشرة لهوية وثقافة الشعب السرياني.
وطالبت المؤسسة في بيانها الوزير صالح بالاعتذار العلني وتصحيح ما ورد في حديثه، محملة الجهات الإعلامية مسؤولية نشر روايات ثقافية دقيقة، والابتعاد عن تداول معلومات تمس بمكونات المجتمع السوري وتاريخه.
ودعا البيان إلى الاعتراف الرسمي باللغة السريانية بوصفها لغة وطنية وثقافة أصيلة ضاربة في التاريخ، وإدماجها ضمن السياسات التعليمية والثقافية في سوريا، مؤكداً أن احترام التعدد اللغوي والثقافي والديني هو أساس لأي مشروع ديمقراطي تعددي في البلاد.
وأكدت المؤسسة أن اللغة السريانية، التي تعود جذورها إلى آلاف السنين، هي لغة سامية مستقلة تنتمي إلى الفرع الآرامي، وتحدث بها السيد المسيح، ولا تزال مستخدمة حتى اليوم في طقوس الكنائس والمجتمعات السريانية في عدد من بلدان الشرق الأوسط والعالم.
وأشار البيان إلى أن تسمية “سوريا” ذاتها تعود إلى تسميات أطلقتها حضارات المنطقة القديمة، مثل الآكاديين والبابليين والآشوريين والآراميين والسريان، وليس لها جذور عربية حديثة أو ارتباطات لغوية أوروبية كما أُشير في تصريحات الوزير.
وختمت المؤسسة بيانها بالتأكيد أن ما صدر عن وزير الثقافة لا يمكن اعتباره “زلة لسان”، بل يعكس توجهاً خطيراً نحو تهميش التنوع الثقافي واللغوي السوري، والتقليل من شأن أحد أبرز مكونات المجتمع، وهو الشعب السرياني الذي يعد من أقدم الشعوب الأصيلة في المنطقة.