لكل السوريين

خبات سليمان عن قطع مياه علوك: “الاحتلال يسعى لإفراغ المنطقة من أهلها، ودمشق لا تبالي بما يحدث”

الحسكة/ مجد محمد

بعد انقطاع المياه لمدة أكثر من أربعة شهور عن مدينة الحسكة وريفها، عادت المياه بشكل متقطع لمدة أقل من أسبوع، ومن ثم عاد انقاطعها نهائيا مرة أخرى، الأمر الذي شكل سخط في الأوساط الشعبية بالحسكة، الذين عاد لهم الأمل بعودة المياه مرة أخرى.

وبهذا الخصوص عقدت صحيفتنا لقاء مع خبات سليمان الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة الحسكة، والذي ذكر في مقتبل حديثه قائلا: “لم يتوقف المحتل التركي منذ احتلاله لمدينة رأس العين عام ٢٠١٩ عن ممارسة سياسته العدوانية الممنهجة بالأساليب المختلفة تارة بالقصف العشوائي اليومي لمناطق آهلة بالسكان المدنيين، وتارة بالطائرات المسيرة وتمارس في حربها ضد أبناء المنطقة بكافة مكونتها بقطع المياه منذ ما يقارب أربعة أشهر بالقطع التدريجي إلى القطع التام بتاريخ ٢٢/٨/٢٠٢٢ للمياه الذي هو شريان الحياة للمدينة”.

وأضاف سليمان قائلاً: “بالتنسيق مع روسيا وإيران والنظام السوري وخاصة بعد القمة الثلاثية الأخيرة في طهران زادت هجماته على المنطقة، ولا مبالاة الحكومة السورية التي اتخذت موقف المتفرج في هذه الحالة الإنسانية وصمت الضامن الروسي، وذلك بهدف إفراغ المنطقة من ساكنيها، وخلق الصعوبات للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.

وأشار إلى أنه، بعد الضغوطات الدولية سعت روسيا الى إعادة تشغيل محطة علوك بالتواصل مع المحتل التركي بتاريخ ١٩/١٠/٢٠٢٢ وبالتفاهم مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بصيغة الكهرباء مقابل المياه الرافد الرئيسي للمياه في مدينة الحسكة التي يقطنها ١,٢٠٠٠٠٠ مليون ومئتا ألف نسمة والتزمت الإدارة ببنود التفاهم الذي جرى مع الجانب الروسي بتغذية محطة علوك ومدينة رأس العين بالتيار الكهربائي باستطاعة ٣ ميغا واط /س.

وتابع قائلاً: “بالرغم من تجاوزات المحتل التركي في الاستجرار الزائد للتيار الكهربائي الذي وصل ما بين ٦ الى ٨ ميغا واط /س، مستغلة حاجة الحسكة الى المياه بالرغم من ذلك لم يصل الوارد المائي بالشكل المطلوب مستخدمة أسلوب المماطلة والتسويف، حيث ازدادت معاناة الأهالي لقلة المياه النظيفة والبديلة لمياه محطة علوك بالإضافة الى انتشار الأوبئة مثل الكوليرا”.

ومن خلال صحيفتنا، طالب خبات سليمان المجتمع الدولي والتحالف ضد داعش والضامن الروسي بتحمل مسؤولياتهم، والضغط على المحتل التركي لتحييد محطة علوك عن النزاع حسب ما أقره القانون الدولي الإنساني والعهود والمواثيق الدولية، التي تعتبر جريمة حرب بامتياز حسب المادة ٦ الفقرة / ج /، والذي ينص إن الإبادة الجماعية بفرض أحوال معيشية يقصد بها التسيب عمدا في إهلاك مادي يعتبر جريمة حرب”.

واختتم قائلاً: “لقد حاولنا مراراً للعمل على تحييد محطة علوك عن الصراع الدائر والمطالبة من الجهات الدولية ذات المصداقية على وضع المحطة تحت إشرافها، وبذلك نكون قد أنهينا معاناة المدينة من تحكم المحتل التركي بالمصدر الوحيد للمياه، وإن هذا أقل ما يمكن أن يقدم لهذه المنطقة والمدينة التي قدمت فلذات أكبادها في محاربة الإرهاب المتمثل بداعش، والذي شكل خطراً عالمياً ولا يزال، لذا تم اتخاذ القرار بقطع التيار الكهربائي عن علوك”.