لكل السوريين

السوريون في الهول ينقسمون بين راغب في الخروج ورافض

انقسمت الأسر السورية القاطنة في مخيم الهول حول قرار الإدارة الذاتية بخروج الأسر من المخيم، فقسم منها يرغب بالخروج في حين أن القسم الأكبر غير راغب لظروف خاصة به، بينما أكدت إدارة المخيم أن الخدمات المقدمة للأسر ستبقى على حالها دون تغيير.

واتخذت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ 10 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قراراً بإخراج العائلات السورية الراغبة من مخيم الهول، بناء على الاجتماع الذي عقدته في الـ 5 من الشهر ذاته مع مجلس سوريا الديمقراطية وهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة الداخلية.

وانقسمت الأسر السورية التي يبلغ تعدادها 6706 أسرة تضم 24223 فرداً، في مخيم الهول الواقع 45 كم شرق مدينة الحسكة، إلى قسمين فيما يتعلق بهذا القرار.

ورحّبت الأسر السورية الراغبة بالخروج من المخيم, بهذا القرار، ومنهم النازحة سعيدة حميد الجاسم من منطقة الدوير في الريف الشرقي لمدينة دير الزور السورية, والتي نزحت عن ديارها منذ أكثر من عام نتيجة المعارك التي دارت في منطقتها.

وأعربت سعيدة عن فرحتها بالقرار, وقالت: “أرغب بالعودة إلى دياري, وأود العودة بأسرع وقت ممكن”.

في حين أعرب القسم الأكبر من الأسر السورية عن عدم رغبتها بالخروج لأسباب متعلقة بهم، وأخرى أمنية متعلقة بالمناطق التي تنحدر منها هذه الأسر.

فالنازح حماد علي المنحدر من مدينة الميادين في محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية ويسكن المخيم منذ عامين، فهو من غير الراغبين بالخروج.

ولفت علي إلى أن عدم رغبته بالخروج من المخيم، مثله مثل غالبية الأسر، يعود إلى تدمّر منزله وفقدانه لعمله، بالإضافة لوجود قوات الحكومة ومجموعات مسلحة مختلفة في مدينته.

وتشاركه عايدة حسن الرأي في عدم رغبتها بالخروج من المخيم, لأسباب معيشية ستواجهها بعد الخروج, نظراً لرعايتها أربعة أطفال وزوج من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقول عايدة: “لست راغبة بالخروج، ففي حال خروجي إلى أين سأتجه؟, ليس لدي مكان أذهب إليه, وليس هناك من يعيلنا في الخارج، أنا أفضل البقاء في المخيم”.

ويؤكد المسؤول عن شؤون النازحين والأسر السورية في المخيم، شعبان عبد الحميد, أن القرار كان مفرحاً للبعض ومحزناً للعدد الأكبر, لافتاً إلى وجود بعض الأسر الراغبة ولكنه أكد بأن غالبية الأسر غير راغبة بالخروج.

وأوضح أن رغبة الأسر في عدم الخروج يعود لأسباب أهمها تدمّر منازلها, وأوضاعها المعيشية الصعبة, وعدم قدرتها على تدبّر أمورها الحياتية خارج المخيم، إلى جانب تخوف البعض من القوات المسيطرة على مناطقهم التي تقع خارج مناطق الإدارة الذاتية، وأشار بأن الراغبين بالبقاء في المخيم هم من يبحثون عن الأمن والاستقرار.

وما يؤكد عدم رغبة غالبية الأسر بالخروج من المخيم، هو العدد القليل من الطلبات المقدمة للمكاتب التي افتتحتها الإدارة الذاتية في المخيم لاستلام طلبات الخروج.

وأكد مسؤول مكتب العلاقات في مخيم الهول، جابر مصطفى، في حديث سابق لوكالتنا، بأن عدد الأسر التي قدمت طلبات الخروج منذ افتتاح المكاتب، وحتى اليوم (23 تشرين الأول)، بلغ 50 أسرة فقط.

وتؤمّن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أغلب المتطلبات المعيشية الضرورية لقاطني مخيم الهول, من غذاء ومحروقات ومياه, بالتعاون والتنسيق مع بعض الجمعيات والمنظمات المحلية والمنظمات الدولية.

ولكن تتخوف الأسر السورية الراغبة في البقاء بالمخيم، من تأثير القرار على ما يحصلون عليه من مساعدات.

وفي هذا السياق قال الرئيس المشترك لإدارة المخيم، إسماعيل نجار لوكالتنا إن القرار واضح ويشمل العوائل الراغبة في الخروج, وأضاف: “لن يتم إجبار أي أسرة على الخروج”, لافتاً أن “من يرغب  بالبقاء لن يتغير عليهم شيء, وستبقى أوضاعهم كما هي دون أي تغيير”.

وكانت الأسر السورية تخرج من المخيم قبل هذا القرار وفق نظام “الكفالة”، عبر تكفّل شيوخ ووجهاء العشائر بهذه العائلات، ومنذ العام الماضي وحتى الآن، خرّجت إدارة المخيم 27 دفعة من القاطنين في المخيم من أبناء دير الزور والرقة والطبقة حيث يبلغ عددهم 4789 شخصاً عبر برنامج “رحلة العودة”.

هذا ومن المقرر أن يتم في الأسبوع المقبل إخراج أول دفعة من الأسر السورية الراغبة بالخروج من المخيم.

وبحسب آخر إحصائية لإدارة مخيم الهول، يعيش في المخيم الآن 17693 أسرة تضم ٦٤٣٧٣ شخصاً من سوريين وعراقيين وأجانب.

وكالة هاوار الإخبارية