لكل السوريين

بطرفة عين.. سرقة الدراجات تتحول لمهنة في أحياء دمشق

خلال فترة وجيزة؛ أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة دمشق، القبض على العشرات من الأشخاص الذين يمتهنون سرقة الدراجات النارية والهوائية في العاصمة السورية دمشق. فيما أعلنت في وقت سابق وبشكل متكرر عن ضبوط لشبكات وأشخاص يمتهنون السرقة.

وأصبح هاجس سرقة الدرجات يشعر الأهالي بالخطر بعد ارتفاع أعداد السرقات بشكل كبير وزيادة في عدد اللصوص، فإن الواقع اصبح يشير إلى ما هو أسوأ، “بحسب مواطنين”.

وفي هذا الإطار كان لصحيفة السوري لقاء مع بعض ممن تعرضوا للسرقة ومنهم العامل بمجال توصيل الطلبات “دليفري” حيث قال: “بين ما كنت أؤدي عملي بتوصيل أحد الطلبات في أحدة أحياء دمشق، وبعد ركن دراجتي على أحد اطراف الطريق خرجت ولم أجده، مع العلم أنني قمت بأغلاقه بإحكام، عن طريق جنزير مخصص للدراجات.

ويتابع م.ع لم أكن الوحيد الذي تمت سرقة دراجاته فهناك الكثير من اصدقائي تعرضوا لنفس الخديعة، حيث يقوم البعض من اللصوص بالتقصد الطلب على الطابق الخامس أو السادس، من أجل ان يكون أمامه المزيد من الوقت لقطع الجنزير.

ويضيف بعد هذه الحادثة فقدت عملي وخسرت دراجتي البالغ ثمنها نحو ثلاثة ملايين، مشيراً إلى انه لم يقم بتسديد كامل ثمنها.

رقابة شبه معدومة

وبحسب أحد “ضبوط” الداخلية التي كشفت عنها خلال الشهر الحالي، فإن أحد اللصوص المقبوض عليهم كان بحوزته مقصات تُستعمل للفك والخلع، كما أن آخر أوقف في أثناء تجوله ضمن العاصمة بدارجة تبيّن أنها مسروقة، ما يشير إلى أن التجول بالدراجات المسروقة أمر سهل في ظل غياب شبه تام للرقابة.

وتنتشر في دمشق الدراجات النارية غير المرخصة (المهرّبة) بشكل كبير، وبحسب أصحاب دراجات، فإن هذا النوع لا يحمل أي أوراق ثبوتية رسمية، وبالتالي فإن البحث عنها صعب جداً، حيث يمكن تغيير ملامحها بسهولة من ناحية اللون وأمور أخرى بالإكسسوارات وطمس رقمها على الهيكل.

ويؤكد أصحاب درجات نارية أن سرقة الدراجات المرخصة أيضاً سهلة، إذ يتم خلع النمر وخلع رقم الهيكل وتغيير ملامحها، ومن ثم تُباع بأسعار رخيصة على أنها مهربة، بعد نقلها إلى أماكن بعيدة عن مكان السرقة.

عمليات السرقة تجري عبر شبكات أو بشكل فردي، إذ تتم السرقة غالباً بالاستعانة بسيارة، ويمكن أن تتم هذه السرقات ظهراً لأي دراجة مركونة في الشارع، حيث يتم تحميل الدراجة بواسطة شخصين في سيارة بيك آب خلال دقائق فقط ثم تختفي، أو تتم السرقة ليلاً عبر شخص واحد لديه خبرة في تشغيل الدراجات بعد تعطيل جهاز الإنذار وفك جنازيرها.

الدراجات المسروقة إلى أين؟

بعد السرقة، إما يتم فك الدراجات وبيعها في محال القطع أو عبر الإنترنت، إذ تعج مجموعات الفيس بوك الخاصة بالدراجات النارية بعرض قطع التبديل المستعملة للبيع، أو يتم بيعها خارج المحافظة وخاصةً في الأرياف.

في إعلان “الداخلية”  المذكور آنفا، اعترف المقبوض عليه في شارع بغداد بسرقة العديد من الدراجات النارية والكهربائية والهوائية من عدة أحياء ضمن مدينة دمشق وريفها بالاشتراك مع ستة أشخاص آخرين اعترفوا بإقدامهم على بيع المسروقات للمدعوَين (أنس ، ح) و(عبدالله، ج) في جرمانا.

جرمانا نفسها تغص بلصوص الدراجات النارية، وفقاً لمعتز وهو صاحب محل ألبسة هناك، إذ سُرقت له دراجتان خلال عامين، مشيراً إلى أن اقتناء دراجة نارية بات أمراً مقلقاً ومؤذياً للأعصاب، خاصةً إن كنت لا تستطيع ركنه في مكان مغلق.

أسعارها بالملايين

وتتراوح أسعار الدراجات النارية المهربة المستعملة بين مليونين و20 مليون ليرة تبعاً لنوعها وموديلها وسنة تصنيعها وغيرها من التفاصيل، ما يجعل من سرقتها مغرية أمام اللصوص.

ورغم أن الدراجات النارية ممنوعة من دخول المدينة حتى لو كانت مرخصة، بالمقابل يُمنع اقتناء دراجات مهربة نهائياً، فإن وزارة الداخلية تعجز عن مكافحة هذه الظاهرة نتيجة اعتماد عناصر جيش النظام والأمن عليها في تنقلاتهم، حتى باتت وسيلة تنقلهم الرئيسية.