لكل السوريين

مع دخول فصل الشتاء.. استمرار ارتفاع أسعار المحروقات في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي

لا يزال معظم المقيمين في محافظة إدلب، شمالي غربي سوريا، يعانون في الحصول على المحروقات، خاصة مادتي الغاز والمازوت “المحسّن”، وسط ظروف صعبة يعيشها المواطن في المحافظة التي تخضع لسيطرة مرتزقة هيئة تحرير الشام.

ومنذ أكثر من شهر، تشهد محافظة إدلب، أزمة في توفر المحروقات، تزامن ذلك مع قرار بإلغاء التراخيص السابقة الممنوحة لشركات استيراد وتجارة المشتقات النفطية كافة.

ورغم السماح مؤخرًا للشركات المؤهلة، والمقبولة مبدئيًا، باستيراد المشتقات النفطية، حتى استكمالها إجراءات الترخيص، لم يخفف هذا من آثار الأزمة بالشكل المطلوب.

وقال عبدالله، صاحب محل خضروات في إدلب، “إن المنطقة لا تزال تشهد أزمة محروقات لكن بصورة أخف من السابق”، موضحًا أن المحروقات متوفرة بكميات قليلة، لكن الحصول عليها يتطلّب الانتظار لمدة غير محددة، قد تصل إلى ثلاث ساعات.

وأضاف “البنزين متوفر في معظم محطات بيع الوقود بالمنطقة، لكن مادتي الغاز والمازوت “المحسّن” غير متوفرتين، إذ يتوفر المازوت من النوع “الأوروبي” ذي السعر المرتفع أكثر من “المحسّن”.

وأكد أحمد الحسن، توفر البنزين بكميات قليلة، لكنه وصف أزمة الحصول على مادة الغاز بـ”الخانقة”، موضحًا وجود حالة تخوف لدى السكان من عودة انقطاع مادة البنزين، ما يجعلهم يشترون كميات تفوق حاجتهم، وبالتالي لا تكفي الكميات القليلة في الأسواق حاجة الجميع.

ومنذ مطلع تشرين الأول الماضي، تشهد مدينة إدلب أزمة في المحروقات، كانت قد عزتها ما تسمى بـ “الإنقاذ” التي تتبع لمرتزقة هيئة تحرير الشام، المقربة من الاحتلال التركي، عدة مرات لـ”توقف توريد النفط الخام، وتوقف الحراقات البدائية عن عملها بتكريره في مناطق ريف حلب، وذلك بسبب تخوف التجار ومالكي الحراقات من انقطاع الطرق وكساد المواد”.

ورغم عدم توفره بكميات كافية في المنطقة، خفضت حكومة “الإنقاذ”، في 16 من تشرين الثاني الحالي، بمقدار عدة سنتات سعر مادة المازوت من النوع “المحسّن” و “المكرر”، وبلغ 0.662 دولار أمريكي لليتر الواحد من النوع “المحسّن”، و0.577 دولار للنوع “المكرر”.

بينما أبقت على أسعار مواد المحروقات الأخرى، إذ سجل سعر مبيع أسطوانة الغاز المنزلي 12.140 دولار أمريكي، وسعر ليتر البنزين المستورد 1.285 دولار، وليتر المازوت المستورد 1.078 دولار أمريكي.

وتشهد مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة مرتزقة تحرير الشام الإرهابية ارتفاعا حادا في معظم أسعار المحروقات التي تفتقدها مؤخرا، بسبب الأزمة والحرب التي خاضها مرتزقة الهيئة مع مرتزقة الجيش الوطني في أرياف عفرين المحتلة، والتي كانت ممر لمواد المحروقات باتجاه إدلب.

ولا يقتصر موضوع ارتفاع الأسعار على المحروقات فحسب، بل شمل كافة السلع والمواد الغذائية، والتي تأثرت بترنح العملة التركية التي تفرض على السوريين القاطنين في شمال غربي البلاد منذ عدة سنوات.