لكل السوريين

اللشمانيا.. آفة يزاد انتشارها في ريف الرقة

السوري/الرقة – عادة ما تخلّف الحرب المزيد من الضحايا، سواءً من سقطوا نتيجة الاشتباك بين طرفي نزاع، أو من قتلوا نتيجة الفلتان الأمني، وهناك الكثير ذهبوا ضحايا الأمراض التي تترافق والحروب، تم اكتشاف الكثير من الأوبئة خلال حروب حصلت سابقاً، كالحصبة والكوليرا والجدري والطاعون، راح ضحية هذه الأوبئة مئات آلاف الضحايا.

أكثر ما يساعد على انتشار هذه الأوبئة في ظروف الحرب هو الإهمال في المعالجة وقلة الدواء. كداء اللشمانيا أو (حبة حلب) أو (حبة السنة) مثلا؛ تصيب الجلد وتؤدي إلى ظهور جروح متقرحة يصل قطر الواحد منها إلى بضعة سنتيمترات، وتدوم لأشهر طويلة على الرغم من العلاجات المختلفة هذا الوباء الجلدي بتسمياته المتعددة أصبح ينتشر بكثرة في مدينة الرقة، يصيب الأشخاص نتيجة لدغة ذبابة الرمل، لحيوان يؤوي هذا الطفيلي، ومن ثم للإنسان ولا تنتقل من إنسان مصاب لآخر.

تابع مراسلنا هذه الظاهرة وفي ضوء ذلك أجرى لقاء مع (حمود العاني)، أحد أعضاء الكادر الطبي لمستوصف العكيرشي في ريف الرقة الشرقي (شامية)، حيث أوضح “للسوري”؛ هذا الوقت من كل عام تنتشر اللشمانيا لهذا السبب سميت “بحبة السنة”.

وقال نستضيف في مستوصف العكيرشي بين (120و150) حالة إصابة يوميا، وهو رقم كبير مقارنةً مع عدد سكان القرى هنا، وتختلف الحالات من شخص لآخر وعلى الرغم من حملات التعقيم، والمبادرات التي تم إطلاقها، إلا أننا لأول مرة نشهد هذا الكم من الإصابات.

وذكر حمود في الغالب هناك أربع حبات وأكثر في كل حالة تأتي إلينا، ولا يوجد مكان محدد في الجسم تكثر فيه الإصابة فكما هو معروف أن هذا الداء تنقله حشرة تحمل طفيلي. تقوم بفعلتها في أجزاء الجسم المكشوفة، تقوم باللدغ وتشكل لدغتها نتوء يؤدي لتشوه جلدي.

وأوضح نتعامل مع كل حالة على حدا حيث يخضع المصاب لأكثر من ثمان جلسات (جلستان اسبوعيا)، يتم الحقن داخل الآفة بشكل مثلثي وبكمية تتناسب وحجم الآفة، وكذلك بواسطة مرهم “فوسيديرم” الذي يقلل من التهابها. ويُقدم العلاج للمرضى بشكل مجاني.

وأشار أن هناك حالات لا نستطيع معالجتها، نقوم بتحويلها لمستوصف سيف الدولة في المدينة والتي تتطلب حقناً عضلياً، وهذا الحالات لمن لديه أكثر من عشر حبات وعندما يتجاوز قطر الآفة (4سنتم).

ونوه العاني لضرورة إبعاد مكان الإصابة عن الماء حتى لا يبقى رطباً وتعقيمه بشكل جيد، وتظهر بشكل نتوء أحمر صغير وتكبر تدريجيا وببطء حتى تتقرح، وتدوم لفترة بين 6 أشهر و18شهراً. لذلك لابد من مراجعة أقرب مستوصف عند الشك بظهور نتوء في الجسم، لأخذ العلاج اللازم، وكذلك المداومة على الدواء بالنسبة للمصابين.

وخير علاج هو “الوقاية” من اللشمانيا الجلدية؛ بالإمكان القضاء على مجموعات فئران الرمال في المناطق المجاورة للمناطق السكنية، لكن الطريقة الأفضل هي تفادي التعرض للسع. ذبابة الرمل هي عبارة عن حشرة صغيرة وضعيفة، لا تقوى على الطيران عندما تكون هناك رياح شديدة، كما أنها تلسع، عادة، في ساعات ما بعد الظهر وفي المساء. يوصى بتغطية مناطق الجلد المكشوفة واستخدام طاردات للحشرات.

تقرير/ أحمد العلي