لكل السوريين

رغم انتشار المخابز الحديثة.. التنور الطيني تراث أثري، والمرأة تواصل الحفاظ عليه من الاندثار

السوري/ دير الزور ـ اليوم وبعد انتشار المخابز الحديثة في كل أنحاء دير الزور لا يزال التنور الطيني صامدا ولا يزال الكثير من أهالي دير الزور متمسكا به خصوصا في الريف لأن الخبز فيه ألذ وأطيب من تنور الغاز وخبز الأفران أيضا.

ولا يمثل التنور الطيني صناعة وطنية فحسب بل هو رمز وهو من التقاليد الاجتماعية والطقوس التي سادت في مدينة دير الزور منذ سنين طويلة.

وتمتهن بعض العائلات التي ليس لها مورد مهنة صناعة التنانير لغرض البيع وإيجاد مورد للعائلة حيث يصنع التنور الطيني من الطين الحر، ويخلط مع القش ليصبح أكثر قوة ومتانة.

ومن مميزات الطين الحر أنه يصبح قاسيا عند تعرضه للحرارة، ما يجعله متينا، وأشبه بفرن فخاري ينضج عليه الخبز بسرعة، ويعطيه نكهة تميزه عن كافة أنواع الخبز الأخرى.

يتم تشغيل تنور الطين بواسطة الحطب وتوضع قصاصات ورقية او كرتونية كفتيل نار داخل التنور ويترك لمدة ربع ساعة لكي تحترق اعواد الحطب وتصبح رمادا ومن ثم يبدأ الخبز توضع عجين الخبز بعد ترقيقه بشكل دائري على “الكارة” وهي اشبه بكرة او وسادة من القماش وتوضع العجينة الرقيقة داخل التنور على جدرانه لدقائق قليلة حتى يصبح جاهزا للأكل.

والتقت صحيفتنا جورية الحبيب، وهي إحدى مواطنات ريف دير الزور، والتي حدثتنا عن التنور، فقالت “قديما كنا لا نعد إلا خبز التنور، وفي فترة ما قبل الأزمة السورية شهدت توجها لعديد النسوة للأفران العادية، ما أدى إلى تراجع هذه المهنة، التي تعد تراثية بالدرجة الأولى”.

وتضيف “بعد بدأ الأزمة قل عدد الأفران في المنطقة، وأغلبها توقف عن الخدمة، بسبب الفساد الذي شهدته منطقتنا على يد التنظيمات الإرهابية، ما أدى برجوع عديد العوائل والأسر لخبز التنور، الذي لا يحتاج لآلات ولا لوقود”.

وتشير إلى أن التنور لا يستعمل للخبز فقط بل لشوي الدجاج والأسماك وشوي (الكليجة) في الأعياد وغير ذلك، ولا يزال مستخدما بكثرة في مناطق واسعة من مدير الزور.