لكل السوريين

يكرر ما فعله داعش.. القرى الآشورية في مرمى نيران الاحتلال التركي ومرتزقته

خاليةٌ من سكّانِها إلّا ما ندر…ذاك حال القرى الآشوريّة بريف بلدة تل تمر شمال شرقي سوريا، الواقعةِ على خطوط التماس مع الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، بعد أن أصبحت هدفاً لقصف الاحتلال، الذي ما انفكَّ يدكُّ المنازلَ المأهولةَ فيها بقذائفَ تذهب ضحيتها أرواح المدنيين وممتلكاتهم.

القصف المكثّف وبشكلٍ شبهِ يوميّ من قبل الاحتلال التركي وفصائله الإرهابية، بات مشهدًا اعتياديًا في تلك القرى، التي تحوّلت أغلب المنازل فيها إلى أثرٍ بعد عين، حيث آثار الدمار تملأ المكان ولا تُخطِئها العين، ونزح ساكنوها إلى المناطق الأكثر أمناً جنوب الطريق الدولي “إم فور”.

أكثر من خمس وثلاثين قرية وبلدة ذات غالبية أشورية تُعرف بقرى الخابور، تمتد بمحاذاة نهر الخابور بريف الحسكة الشمالي، يخشى من تبقى من سكّانها من إبادة جماعية على يد الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، اللذين يقفان على تخومها، فسكّان تلك القرى لهم ذاكرة لا تنسى مع المجازر والانتهاكات، بدأت بما تعرف بـ”مجازر سيفو” على يد العثمانيين عام ألفٍ وتسعِمئةٍ وخمسةَ عشر، ولم تنتهِ بمجازر تنظيم داعش الإرهابي عام ألفين وخمسة عشر، بعد أن سيطر التنظيم على نصف قرى المنطقة، واختطف مئتين وعشرين آشورياً، بينهم نساء وأطفال، قبل أن يتم طرده من المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية.

أينما تجوَّلت في بلدة تل تمر والقرى الآشورية بريفها، تجد صوراً لمقاتلين آشوريين قضوا أثناء الدفاع عن قراهم ضد تنظيم داعش الإرهابي ولاحقاً ضد الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، فتلك المنطقة أصبحت مسرحاً للقصف اليومي والهجمات المتكررة التي ينفذها الاحتلال منذ عام ألفين وتسعة عشر، رغم سريان اتفاقات لوقف إطلاق النار برعاية روسية وأمريكية.

قصف زادت وتيرته بشكل ملحوظ بعد لقاء رئيس النظام التركي رجب أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي.

عشرون ألف نسمة، هو عدد الآشوريين في منطقة تل تمر، قبل هجوم تنظيم داعش الإرهابي عام ألفين وخمسة عشر، لم يتبقَ منهم حالياً إلا نحو ألفين، يفضلون الهجرة إلى الخارج على البقاء خشيةً على مصيرهم، بعد أن أصبحت قراهم هدفاً لهجمات الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، تقول منظمات حقوقية، إن أنقرة تهدف لإحداث تغييرٍ ديمغرافيٍّ فيها.

تغييرٌ كُتِبَ علينا أنْ ندفعَ ثمنَهُ بالدرجة الأولى، هو لسان حال المكونات بالشمال السوري، بعد أن أصبحت قراهم وبلداتهم مسرحاً لانتهاكات الاحتلال التركي، الذي يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية وقوانين حقوق الإنسان، ويضع نصب عينيه استباحة الأرض وطرد سكانها.