لكل السوريين

يسبب اتساع رقعة السرقة والخطف.. انتشار كارثي للمخدرات بحمص

 

ما يلفت الانتباه اليوم، ازدياد أعداد المدمنين من المراهقين في قرى ريف حمص، وبات انتشار المخدرات في ريف حمص ظاهرة واضحة، وإحدى حقائق الحياة اليومية، التي يعيشها الأهالي ويعانون منها، بالإضافة للفقر وفقدان المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء والماء الصالح للشرب.

 

ويراجع الأهالي المشفى يومياً للاستفسار عن أمور باتوا يلاحظونها على أبنائهم، حيث يصل عدد المراجعين يومياً بين 30 مريضا كحد أدنى وحتى 100 مريضا كحد أعلى، وهي أرقام تدل على تفاقم الظاهرة.

 

وتباع المخدرات بشكل شبه علني في الأكشاك والبساطات، وتصل للمدارس، حيث تقوم عصابات المخدرات بالترويج لبضاعتها، ومن بين المواد الأكثر تداولاً بين المدمنين، هي المنشطات التي تصنع على شكل حبة دواء وهي ليست كذلك، وذلك بسبب توفرها، فضلاً عن أن الظروف العامة مهيأة لزيادة حالات الإدمان.

 

وتعتبر مناطق السعن وتلبيسة والحولة والغجر والرستن هي الأكثر انتشاراً لهذه الظاهرة، حيث انتشرت الظاهرة بشكل كبير في صفوف الشباب وطلاب المدارس في الفترة الأخيرة.

 

وضُبطت كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والمنشطة، كما تم ضبط العديد من الشبكات التي تعتمد في غالبيتها على الفتيات لتوزيع تلك الحبوب، كما تم ضبط صيدليات مخالفة تبيع الحبوب المنشطة، والتي تضاف إليها مواد أخرى كي تصبح مخدرة.

 

وينذر انتشار المخدرات بواقع كارثي خاصة في أوساط الشباب والأطفال والمراهقين، حيث تعتبر المخدرات أكثر آفة تهدد المجتمع وتؤدي إلى تفسخه، ومن بين الخبوب الأكثر انتشاراً “أمفيتامين”.

 

وعن الآثار الصحية والاجتماعية لانتشار المخدرات في ريف حمص يقول أحد الأطباء وهو من مدينة حمص إن حبوب أمفيتامين تسبب الإدمان، بعد تعاطيها بفترة وجيزة، كما تتسبب بأمراض نفسية وجسدية كثيرة، خاصة للمراهقين وصغار السن.

 

وأضاف، “مركبات الأمفيتامين تعتبر من فئة المنشِّطات العصبية، ولها استخدامات طبية، تحديدا لدى الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتعاطيها يجب أن يكون تحت إشراف طبي مباشر، أما ما يتناوله بعض الشباب من مركبات الأمفيتامين غير النظامية فهو مواد مخدرة خطيرة، والإقلاع عنها صعب جدا. وتقود في أغلب الأحيان لاضطرابات نفسية شديدة، مثل الاكتئاب والقلق والفصام والاضطراب ثنائي القطب. عدا عن خطورة الوفاة بجرعة زائدة. ولهذا فإن انتشار المخدرات في ريف حمص، وخاصة مادة الأمفيتامين، سيكون له نتائج اجتماعية وخيمة”.

 

ويؤدي انتشار المخدرات في ظل تدني مستوى المعيشة إلى كثرة عمليات السرقة والخطف، في ظل عجز المدمنين عن شراء حبوبهم التي أدمنوها، كما يؤدي إلى انتشار الدعارة في مجتمع يعتبر من المجتمعات المحافظة.