لكل السوريين

معامل المياه المعدنية في الرقة تواصل تأمين مياه الشرب على ضفاف الفرات

الرقة/ أحمد سلامة 

استمرار قطع مياه نهر الفرات من قبل الاحتلال التركي، أدى إلى انتشار ظاهرة تلوث مياه النهر مما تسبب في أمراض خاصة للأطفال وكبار السن، نتيجة انخفاض منسوب النهر واضمحلال المياه، ناهيك عن طقس المنطقة والعواصف الرملية التي شهدته مناطق شمال شرق سوريا في الايام القليلة الماضية.

وفي سعي الادارة الذاتية لإيجاد الحلول وتحقيق بيئة صحية تم إنشاء معمل مياه معدنية، وذلك على ضفة نهر الفرات الشمالية لمدينة الرقة، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي ضمن سياسة الإدارة المتبعة في السنوات الماضية، ويعمل على مدار اليوم كاملا بهدف تلبية حاجة السوق المحلية وشمال شرق سوريا بشكل عام من مياه الصحة المعدنية.

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا السوري لقاء مع صاحب المعمل والمستثمر محمد أبو مهدي، وذلك للاطلاع على ألية عمل المعمل وعدد ساعات العمل والطاقة الإنتاجية له، ومراحل تصنيع وتعبئة المياه حيث قال: إن مرحلة تعبئة المياه تبدأ بمرحلة نفخ الإنبولة، وهي آلة تم استيرادها من الصين وفق مواصفات معينة، بحيث تعمل هذه المكنة بطاقة إنتاجية تصل لـ 1800 علبة في الساعة.

وأضاف “بعد مرحلة تصنيع الأنبوبة نصل لمرحلة التعبئة، وهي معدات كروم غير قابلة للصدأ، وضمن طاقة انتاجية ضخمة تصل ل 2500 علبة في الساعة، وهي تتألف من ثمانية رؤوس اتوماتيك وحساسات تغلق ذاتيا، وتعتبر حافظة للمواد وتعقيم العبوات لتصبح جاهزة بشكل جيد”.

وتابع “تأتي بعدها مرحلة الإغلاق، وذلك تجنبا لعدم دخول الغبار وتلوث الأنبولة، وتأتي بعدها مرحلة الماركة وهي أيضا تعتبر من مراحل التعقيم، وذلك من خلال فرن يعقم بالأشعة وهذا يكون للعبوة كاملا، وبذلك تصبح العبوة معقمة كاملا بداية من مرحلة التعبئة ووصولا لمرحلة الإغلاق”.

وأشار إلى أن العبوة تأتي للمرحلة الأخيرة وهي تسجيل لتاريخ الإنتاج على العبوة، وهي معدة تلقائيا لتغيير التاريخ كل يوم، وهذه الألة صنعت في اليابان، وتعتبر مدة صلاحية العبوة سنة كاملة من تاريخ إنتاجها، يكون مدون على العبوة تاريخ الانتاج وتاريخ الانتهاء.

تأتي بعدها مرحلة التغليف وهي على رغبة المستهلك، العبوة الكبيرة تغلف كل ستة عبوات والصغيرة كل 12 عبوة، وتعتبر مرحلة تعقيم المياه وتنقيتها هي عصب المعمل، فقد تم جلب محطة من قبل دول النخبة في هذا المجال من “أمريكيا وألمانيا”، واصبحت المحطة تعطي مياه نقية وخالية من جميع الشوائب، وذلك بعد عرضها على جميع المخابر التي يخضع المعمل فيها للفحص الدوري عن الإنتاج، بحسب المهدي.

ويكمل المهدي “مرحلة التعقيم لدينا تمر بأربعة مراحل، تخزن الماء في خزنات كل خزان سعته 105 برميل، تبقى الماء في داخله لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، وبذلك يصبح الماء في مرحلة ركود ليتخلص من الشوائب التي فيه، بعدها تدخل الماء على المحطة وتعقم بالكلور، وتدحل بعدها على مجموعة من الفلاتر ليصبح الماء خالي من أي رائحة أو مكروبات وبعدها يصبح الماء نقي بعد مروره على عدة مراحل، وبذلك تبقى محطة حفظ الماء في حالة جيدة”.

وختم المهدي حديثه عن المعمل “طاقة إنتاج المعمل تصل 4000 طرد في يوميا، وبدايتنا كانت صعبة جدا وخاصة في تأمين المواد الأولية وتأخر وصولها، لم نتلقى الدعم من اي منظمة كان دعمنا مقتصر على منظمات المجتمع المدني، لدينا وكلاء في جميع المناطق في شمال شرق سوريا ونسعى لتغطية السوق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه المعدنية الصحية، ونتمنى أن يكون هناك مواد تسد عجز مستلزمات الانتاج، وخاصة أن مناطق الادارة الذاتية خصبة للاستثمار الصناعي، وبذلك يصبح لدينا كافة المقومات والاسباب التي تجعل من هذه المنطقة تسير نحو الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات”.