لكل السوريين

المهباش لـ “السوري”: اتهامنا بالانفصال أصبح أسطوانة قديمة، ودمشق دائما تتهرب من الحوار

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن يقظة قوات سوريا الديمقراطية والتفاف الشعب حول إدارته أفشل كل المخططات الخبيثة التي تندرج ضمن الحرب الخاصة التي تتعرض لها شمال وشرق سوريا.

وأجرت صحيفتنا لقاءً خاصًا مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، عبد حامد المهباش، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ـ أصدرت الإدارة الذاتية العديد من القرارات مؤخرا، وكان القرار الأبرز في هذه الفترة هو إخراج السوريين من مخيم الهول؛ لماذا جاء القرار في هذا التوقيت؟

بالنسبة لمخيم الهول الجميع يعلم أن هذا المخيم يحوي العديد من عوائل وأطفال ونساء التنظيم الإرهابي “داعش”، ومنهم من يحمل الجنسية السورية والكثير من جنسيات أجنبية، بعض هذه الدول من شرق آسيا وأوروبا وبعض الدول العربية والأفريقية.

بالنسبة للإدارة الذاتية لم تتخذ بيوم من الأيام من هذا المخيم معتقلا، بل على العكس بعض الدول الأجنبية قمنا بتسليمهم رعاياهم عن طريق دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية، حيث كان يتم تسليم الأطفال والعوائل لممثلي بلادهم وهم يتولون أمرهم.

أما بالنسبة للسوريين خرج العديد منهم من مختلف المناطق عن طريق الكفالات والطلبات التي كان يقدمها وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة، فسابقاً خرجت عدة دفعات من دير الزور والرقة وباقي المدن السورية.

ـ صدر أيضاً قرارٌ نصّ على إصدار عفو عن كافة الجرائم المرتكبة قبل تاريخ صدوره باستثناء ما هو موضح في نصه. ما هو مصير الدواعش الغير سوريين وهل ستتم محاكمتهم في سوريا، إذا استمرت دولهم في رفض محاكمتهم؟

بالنسبة للدواعش؛ الإدارة الذاتية سبق وأن طلبت من المجتمع الدولي المساعدة بإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة الدواعش أجمع، بغض النظر عن جنسياتهم، كون بلادهم ترفض أخذهم، وإلى الان لا يزال يعبر هذا الملف من التحديات الكبيرة التي تواجه الإدارة، وخاصة مع هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهداف سجون الدواعش بشكل مباشر، بغرض تهريبهم كون أغلبهم صنيعة المخابرات التركية.

لذا بظل عدم قيام الدول بأخذ رعاياها الارهابيين من داعش نطالب بسرعة أنشاء المحكمة الدولية لتتم محاكمتهم عما اقترفوه من فضائع وإرهاب بحق البشرية كون أغلبهم مصنفين على درجة عالية من الخطورة والإرهاب.

ـ من المعلوم أن مخيم الهول يضم قرابة الـ 70 ألف شخص، ومع الاستمرار بإخراج السوريين سيتبقى ما يفوق الـ 40 ألف شخص، وعليه؛ من سيتحمل تكاليف بقاء هذا العدد الكبير من الأشخاص؟

إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بهذا الخصوص تطلب دعم المنظمات والمجتمع الدولي كونها (الإدارة الذاتية) تتحمل تكاليف باهظة وخطورة كبيرة ناتجة عن عدم قيام الدول بأخذ رعاياها من مخيم الهول، وهذا الأمر يكلف الإدارة الذاتية أعباء كبيرة لا تستطيع تحملها لوحدها.

ـ أصدرت الإدارة قراراً تضمن فتح المعابر كافة، باستثناء معبر سيمالكا الحدودي، فلماذا لم يشمله القرار؟

بالنسبة للمعابر بالداخل السوري إغلاقها كان مرتبط بجائحة كورونا، والآن بعد اتخاذ الإدارة الذاتية خطوات هامة للتعايش مع هذا الوباء من أساليب التباعد الاجتماعي والوقاية، وكون هذه الجائحة وصلت لمناطقنا وحصول بعض الإصابات داخل مناطقنا، يضاف لذلك أننا جزء من سوريا، لم يعد هناك سبب لإغلاق أمام حركة المواطنين لإرهاقهم أكثر مما يعانوه بسبب مخلفات الازمة السورية.

ـ تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لاحتلال تركيا ومرتزقتها للمنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض ولا تزال تركيا بين الحين والاخر تلوّح بعمليات احتلال جديدة فإلى متى ستبقى تركيا محتلة لأراض سوريا، وما هو الحل لإخراجها من كامل المنطقة التي تحتلها؟

تركيا راعية للإرهاب وممولة له ولا حل للأزمة السورية إلا بخروج تركيا ومرتزقتها من عفرين ورأس العين وتل أبيض وبقية المناطق المحتلة، وهذا يتطلب جدية من الدول العظمى إذا كانت تريد إنهاء معاناة السورين للضغط على تركيا ومحاسبة رئيسها عن جرائمه في سوريا.

ـ قبل أيام استذكت دمشق حرب اليمن، ومع أنها تزامنت مع ذكرى احتلال تل أبيض ورأس العين إلا أنها لم تدن ما تقوم به تركيا؛ برأيكم ما المغزى من ذلك، وما الذي منعها؟

إن إدانة الاحتلال التركي وجرائمه واعتدائه على السيادة السورية والسعي لإخراجه تشتى الوسائل المشروعة هو الركيزة الاولى لمن يريد الحل للازمة السورية وأي طرف يدعي الحرص على السيادة السورية لابد أن يدين هذه التجاوزات من الاحتلال التركي.

ـ عادت الخارجية السورية لاتهام الإدارة الذاتية بأنها “انفصالية”، والمعلوم والواضح للكل أن الإدارة تحاول التقرب من أي طرف فاعل في الأزمة في سبيل إيجاد حل يفضي لإنهائها والحفاظ على وحدة البلاد، فهل هذه الاتهامات صدرت من دمشق بمفردها أم أن هناك أطرافا إقليمية ضغطت عليها؟

القول والاتهام أن الإدارة الذاتية انفصالية أصبحت أسطوانة قديمة، فكل وثائقنا واجتماعاتنا مع سائر الأطراف الفاعلة بالساحة السورية كنا نصر على وحدة التراب السوري، وأن سوريا لا مركزية تعددية ديمقراطية لكافة أبنائها.

نحن نرحب بجميع أبناء سوريا، وعقدنا عدة حوارات للسوريين حتى مع من نختلف معهم إلا أن النظام رافض للجلوس معنا على طاولة المفاوضات، ونحن أبدينا جهوزيتنا للجلوس وشكلنا لجان، ومستعدين للذهاب لدمشق والتفاوض مع النظام إلا أنه هو من كان يماطل ويتهرب من الحوار ويصر على الحل العسكري وهذا ما يزيد من معاناة السوريين.

ـ كثرت مؤخراً حملات اعتقال طالت عدد من الأشخاص اعترفوا بأنهم خلايا جندتهم الحكومة السورية لافتعال فوضى في مناطق شمال وشرق سوريا، ولا سيما مناطق المكون العربي، بالمقابل فإن تركيا أيضاً تجند عبر “الميت” خلايا لإحداث فوضى في مناطق المكون الكردي، بماذا تفسرون هذا التصرف، وما الذي تطمح إليه دمشق؟

إن هذا الأسلوب هو من أساليب الحرب الخاصة، ويهدف لزعزعة ثقة المواطنين بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن يقظة قواتنا والتفاف شعبنا حول إدارته أفشل كل هذه المخططات الخبيثة.

ـ تتحدث وسائل إعلامية عديدة عن نشاط حالات التعيير الديمغرافي في البوكمال شرقي دير الزور؛ متمثلة بتغيير أسماء شوارع وأحياء وقرى لأسماء إيرانية. أنتم كإدارة لشمال وشرق البلاد كيف تنظرون إليه؟، وبماذا يختلف عن التغيير الديمغرافي الذي يقوم به تركيا في المناطق التي تحتلها؟

نحن نرى أن حل الأزمة السورية لا يكون إلا بالحوار السوري السوري والحل السياسي وخروج جميع القوى الأجنبية التي تحاول العبث بالنسيج الاجتماعي السوري من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها وليس مصلحة سوريا وشعبها.

حاوره/ أحمد العلي