لكل السوريين

نساء بالجملة ضحاياها.. جرائم الابتزاز الإلكتروني تهز مدن الساحل السوري

تقرير/ ا ـ ن  

تعرضت كثير من النساء في محافظتي اللاذقية وطرطوس لجرائم ابتزاز إلكتروني، أفضت إلى تهديد البعض منهن بفضحهن على وسائل التواصل الاجتماعي في حال عدم الحصول على ما يردي الجاني من اختراقه لحساب وهمي لنساء، كان قد استدرجهن على أنه صاحب مشروع يبحث عن موظفات في مشروعه.

من المعروف عالميا بان شبكات الابتزاز الإلكتروني، التي توقع ضحاياها بطُرق خبيثة، لتبتزهم ماليا، وتهددهم بنشر صور خاصة، ومحادثات، غالبا ما تكون مزورة، إذا لم يتم الانصياع الى طلبات هكذا شبكات, ومع التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي، تتعدد الأساليب التي يتبعها أشخاص يبحثون عن ضحايا في هذا الفضاء المفتوح، نساء كن أو رجال، فيتبعون العديد من الأساليب الملتوية للإيقاع بالضحايا، وهناك حالات كثيرة لا تجد من تلجأ له، فتخضع للمبتز الذي يستغل ضعف خبرة الناس في وسائل التواصل، وخوف كثيرين من الفضيحة، التي قد تقتل الإنسان معنويا، في مجتمع تقليدي يعشق حتى الموت الفضائح والحكي والثرثرة بها , ودون اية تكلفة ولو للحظات من اجل التدقيق ولو لثواني بمدى صحتها ودقتها.

كثيرون اليوم يقعون ضحايا لمبتزين محترفين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم من يخضع لطلبات المبتز، والتي تصل إلى حد خطير جدا، ولا يقتصر الأمر على أشخاص عاديين، أو على النساء وحدهن، شبكات الابتزاز تتصيد ضحايا من مستويات مختلفة، كشخصيات مرموقة، ومنهم من يخضع لابتزاز طويل قبل أن يتم نشر صور ومشاهد فيديو خاصة له.

صبية جميلة في أوائل العشرينات من عمرها، تعرضت لتجربة مؤلمة في الابتزاز الالكتروني، وقالت لنا: “تعرضت للابتزاز من قبل خبيث ومجرم مبتز, حاول استغلال مشاعرها وعواطفها, لكنها كانت قوية ورفضت الابتزاز, فقد أوهمها بالحب والارتباط والزواج, فقد تعرفت عليه في العالم الافتراضي، ووثقت به، من خلال الأساليب التي اتبعها لخداعها”.

وتضيف “وبعد شهور من العلاقة الهشة، بدأ تهديدها بنشر محادثات بينهما، وطلب منها مبالغا مالية، والخضوع لعلاقة جنسية معه, لكن الخوف من الفضيحة، في وسط مجتمع كثيرون فيه لا يقدرون أن أي شخص معرض لهذا النوع من الابتزاز، لم يجعلها تخضع لطلبات المبتز، فقررت إبلاغ عائلتها ومصارحتهم بما حصل معها”.

شقيق الفتاة وقف إلى جانبها، واستدرج المبتز إلى أحد أزقة مدينة ساحلية, مع مجموعة من رفاقه، وعند وصوله انهالوا عليه بالضرب المبرح، ثم استولوا على جواله، ومسدس كان يحمله، ليشاهدوا حالات ابتزاز كثيرة على جواله, الشباب الذين قبضوا عليه، قاموا بتصويره مقطع فيديو يعترف فيه بحالات الابتزاز، ثم مسحوا كل الملفات عن جواله، وقاموا بتسليمه لعائلته وتحميلها مسؤولية أي تصرف يقوم به.

ولكن في هذه الحالة، كانت شجاعة الفتاة وصدقها ووثوقها بنفسها, كانوا جميعا عاملا مهما وقويا بمواجهة الابتزاز، ونضيف الى ذلك وعي أُسرتها في الوقوف إلى جانبها ودعمها، كان سببا داعما في حل مشكلتها , ولو انه توفر لدى اخرات لما كانت العديدات ممن صورهن قد وقعن في هكذا مشاكل مع هذا الكائن التافه , والذي كان يقوم بابتزازهن مثل هذا الشخص , وخاصة عند من لمن يجدن من يدعمهن ويقف إلى جانبهن.

ولدى سؤالنا عن هذا الموضوع للمهندس رفيق أبو راتب، وهو مهندس معلوماتية وخبير جدا ومعروف بمواضيع الكمبيوتر والنت والاتصالات، فقد قال لنا التالي: مع تفاوت مستويات الوعي الاجتماعي، يجب على رواد وسائل التواصل اتباع عدة خطوات، كي لا يقع أحدهم فريسة سهلة لشبكات الابتزاز.

والقاعدة الأولى والأهم: لا تثق بأي حساب أو رقم لا تعرفه، مهما كان كلامه معسولا وجميلا، وتحقق من هوية الذين تتواصل معهم، وتجنب العلاقات الافتراضية، وإن وقعت عرضة للابتزاز، فلا تخضع لطلبات المبتز، التي لن تتوقف عند مبلغ مالي معين، فقد تصل إلى أكثر من ذلك, وأطلب وانصح كل من يتعرض لعملية ابتزاز على شبكات التواصل والإنترنت، سواء أكان ذكرا أم انثى, أن يقوم فورا بتقديم بلاغ لقسم مكافحة جرائم المعلوماتية في الأمن الجنائي بمدينته.

ورغم ضعف الآليات والإمكانات، هناك حالات كثيرة, ضبطت الشرطة فيها أشخاص يمارسون الابتزاز الإلكتروني، بعد تبليغ الضحايا عنهم.