لكل السوريين

بوادر حرب أم بداية صفقة جديدة في إدلب؟

إدلب/ عباس إدلبي

تشهد مناطق جنوب إدلب حالات قصف متبادل بين كل من الحكومة السورية المدعومة من قبل روسيا والفصائل الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي، في مشهد ينذر بحرب جديدة تلوح في الأفق، في حين ذهب البعض إلى أنها أقرب إلى أن تكون صفقة جديدة على حساب الشعب السوري.

ونفذت القوات الحكومية قصفا صاروخيا طال محاور جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي وقرى وبلدات بريف إدلب الجنوبي.

وأمس، نفذت الطائرات الروسية غارات قتل على إثرها مواطنة وجنينها في حين أصيب 8 أشخاص بجروح متفاوتة بحسب المرصد السوري.

المرصد أشار إلى أن التنظيمات الإرهابية المرتزقة المقربة من الاحتلال التركي ردت بقصف صاروخي ومدفعي على تجمعات القوات الحكومية في مدينة كفر نبل ومعرة النعمان جنوب شرقي إدلب.

الاستهدافات والتبادلات التي حدثت خلال الفترة الماضية في المنطقة المعروفة باسم “خفض التصعيد” توحي بأن هناك اجتماع قريب سيحدث بين كل من “روسيا، إيران، والاحتلال التركي”، حيث اعتاد الشعب على صفقات بين الأطراف الثلاثة على حسابهم، ساهمت بتهجير الملايين.

عمر شيخ أحمد، محامي من ريف إدلب، قال لصحيفتنا إن “روسيا غير جادة بحل الأزمة السورية عبر القنوات الدبلوماسية، وميلوها للحرب هو الاحتمال الأقرب من حيث المعطيات على الأرض”.

وأضاف “بهذا التصعيد والمجازر المفتعلة تكونان قد ضربتا بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والمعاهدات السابقة بما فيها القرار 2254، وأن جميع الاتفاقات التي حصلت بينهما وتركيا تؤكدا ضلوع الأطراف الثلاثة في الأزمة الحاصلة شمال غربي البلاد، والكل لا يريد إنهاء الأزمة لاستمرار مصالحه في سوريا”.

ولم يخف أحمد، 53 عاما، نازح من ريف حماة الشمالي، تخوفه من حدوث معركة جديدة قد تدفعه للنزوح مرة أخرى، صوب الحدود التركية.

وقال أحمد “حتى اللحظة لم ننزح خلال هذا العام، يبدو أنهم لا يريدون لنا الاستقرار، فما يهمهم هو نزوحنا في كل عام، وفي بعض الأعوام مرتين أو ثلاثة خلال العام نفسه، المعطيات والأخبار التي نسمعها توحي بمعركة أخرى تطبخ على نار هادئة أو تطبيق صفقة جديدة على حساب الشعب السوري”.

وتخضع مناطق شمال غربي سوريا لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من الاحتلال التركي، وكانت القوات الحكومية قد شنت عملية عسكرية سيطرت بموجبها على مناطق شاسعة في أرياف حلب الغربية إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية وحماة الشمالية.

وبحسب الأمم المتحدة فإن ما يقارب مليون و700 ألف شخص نزحوا العام الماضي جراء العملية العسكرية، محذرة من عملية عسكرية أخرى قد تسبب نزوح آخر.