لكل السوريين

جبلة.. تاريخٌ يمتد للعصر البرونزي، وآثار متنوعة لا تزال حاضرة

السوري/ اللاذقية ـ تقع مدينة جبلة في وسط الخليج المفتوح الذي يرسم خط (اللاذقية – قلعة المرقب) الساحلي وتفصلها عن اللاذقية مسافة 28 كم. ويتبع منطقة جبلة نواحي: القطيلبية وعين الشرقية وعين شقاق والدالية وبيت ياشوط.

بناها الفينيقيون وأعطوها اسمها الحالي. يمتد تاريخها لعصر البرونز القديم الرابع 2400 – 2000 ق.م، كما بيّنت المكتشفات في تل التويني الأثري. تشتهر المدينة بآثارها الفينيقية والرومانية والإسلامية القديمة، وخصوصاً المسرح الأثري أو مدرج جبلة الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول الميلادي، والذي يعتبر خامس مسرح أثري عالميٍّ وأجمل أثر على شاطئ المتوسط لا زال محافظاً على معالمه. وتكثر حول جبلة التلال الأثرية مثل سيانو وسوكاس والتويني. فيها ضريح المتصوّف الشهير إبراهيم بن أدهم، وقد بُنيَ عليه جامع يحمل اسمه. وقد تم تصنيف مدينة جبلة القديمة والشاطئ الصخري الأثري كمنطقة تراث عالمي.

يتألف اسم المدينة من مقطعين: جاب وتعني “قبة” أو “مكاناً” أو “جباً” باللغة الفينيقية، ولا (وتُلفَظ أيضاً علا) وتعني إله الأيل الكبير الفينيقي. ومن تسمياتها القديمة أيضاً جبيل اللبنانية بمعنى جب الأيّل (وهو نفس اسم جبلة بعد التصغير).

يقول أبو أديب من أقدم تجار السوق بجبلة لمراسلتنا “تتميز جبلة تجارياً بكونها سوقاً لمئات الآلاف من أبناء ريفها الكبير، حيث تنتشر الأسواق الشعبية في المدينة القديمة، والأسواق والمحلات الحديثة في أرجاء المدينة. فيها ميناء بحري مخصص لرسو مراكب الصيادين”.

صناعياً توجد فيها مصانع ومعامل الغزل والنسيج ومصانع الكونسروة والمعلبات وصناعات الحديد والصلب والمياه الغازية والصناعات التحويلية، ومعامل للصناعات الغذائية مثل معاصر الزيتون، بالإضافة إلى أنها تتميز بوجود عدة أنواع للعسل. وتشتهر مدينة جبلة بحلوياتها، خاصة الكنافة الجبلاويّة والحلاوة.

أحد مهندسي المدينة، يدعى نزار، قال “تشتهر جبلة بطبيعتها الجميلة وككل المدن الساحلية لها مناخ معتدل صيفاً وشتاءً، تسقط الثلوج على جبالها شتاءً، ومعدل سقوط الأمطار فيها=825 مم/سنوياً. وما يميز مدينة جبلة السهل الفسيح الذي يُعتبر من أكبر السهول الساحلية وتزرع فيه الحمضيات وكافة أنواع الخضار، والتبغ على المنحدرات، والزيتون في الجبال إضافة إلى أنواع عديدة من أشجار الفاكهة”.

ويتواجد في جبلة سدود للري أهمها “سد السخابة (50 مليون متر مكعب – سد الحويز(16 مليون مترمكعب) – سد بيت ريحان(9 مليون متر مكعب)- سد كفر دبيل (2مليون متر مكعب)”، أما الأنهار فهي “نهر السن، كفردبيل والزرّود وأبو برغل والشحادين والرميلة”.

المهندسة المعمارية نيرمين س “مدينة جبلة القديمة تمتلك أهمية تاريخية كبيرة حيث تعود أهميتها إلى تنوع واختلاف العصور التي مرّت عليها”.

تم إنشاء جسر بديل عن طريق السيارات، يحوي على عناصر معمارية موجود في مدينة جبلة، مع مراعاة ارتفاع الجسر بحيث لا يحجب المدينة عن الواجهة البحرية. فكرة الموقع العام: الموقع العام قائم على فكرة خلق مناخ سياحي في المنطقة من خلال التوظيف الأمثل للمباني الاثرية في إطار رؤية جديدة لمفهوم السياحة عبر مسار محدد يقوم على استغلال فكرة المزج بين تراثية المكان وعصرية الزمان، والذي بدوره يعرّف السياح بتاريخ المنطقة ومبانيها والعصور التي مرّت بها ويحقق لهم المتعة والتشويق والفائدة.

تقرير/ ا ـ ن