لكل السوريين

جمعهم الفن وإصابتهم بمرض التوحد … 37 لوحة لأطفال جمعية الربيع في حمص

السوري/ حمص ـ حين يكون الحس الإنساني حاضراً مع أدوات الفن التشكيلي من فرشاة وألوان … تكتمل أركان اللوحة، عندها يتجلى الإبداع وتتجسد الموهبة، وهذا ما تجلى بـ 37 لوحة من أعمال الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في تجربة وصفت بالمميزة لأنها تسلط الضوء على هذه الشريحة من الأطفال، شاركها الفنان التشكيلي يوسف محمد إلى جانب 15 لوحة من أعماله في معرض تزينت به جدران صالة اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص.

وأوضح الفنان يوسف في حديثه أثناء افتتاح المعرض في الأول من هذا الشهر، أنه خلال عمله مع جمعية الربيع لرعاية الأطفال المصابين باضطراب مرض التوحد منذ أكثر من عام استطاع أن يبني علاقة قوية معهم، ومن خلال التواصل المستمر اكتشف بين هؤلاء مجموعة من الفنانين الصغار الذين كانوا يرسمون بعفوية فيها شيء من الإبداع ليأخذ بيدهم ويشرف عليهم وعلى رسوماتهم التي نتج عنها 37 لوحة.

وبيّن أن أعمار الأطفال المشاركين في المعرض تتراوح بين 7و12 عاماً استخدموا في لوحاتهم الألوان الخشبية والباستيل وجاءت موضوعاتهم تعبيرا عن عالمهم الطفولي وما يدور في واقعهم بألوان تجذب المشاهد بطريقة تعبيرية بسيطة وجميلة في آن واحد بأسلوب يقترب من الفن التجريدي أحياناً.

وختم حديثه بالقول: “مشاركة الأطفال في معرضي هي تشجيع لي لأننا لا نرتقي لمستوى الأطفال الذهني والروحي حيث نأخذ منهم العفوية والتلقائية وهم يأخذون التكنيك والمهارة في الرسم”.

الدكتور “محمود الشاعر” مؤسس جمعية الربيع وصف المعرض بالتجربة المميزة لأنها تسلط الضوء على هذه الشريحة من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية في مختلف النواحي مثنياً على جهود الفنان يوسف في إظهار مواهبهم ورعايتها.

من جانبه “اميل فرحة” رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص وصف المعرض بالمهم والمتميز لكونه جمع مشرف الفنون مع طلابه لإبراز مواهبهم ودورهم في الحياة داعيا إلى تكثيف رعاية هؤلاء الأطفال الذين يستحقون كل الاهتمام في مختلف المجالات.

وتأتي مشاركة الأطفال بهذا المعرض في خطوة جريئة ومتواضعة من فنان تشكيلي تعاون مع طلابه الذين أولاهم كل اهتمام ليكون المعرض رسالة للمجتمع بأن مرضى التوحد لا يختلفون عن أقرانهم بل يتفوقون عليهم أحيانا في كثير من صور الإبداع الفني.

 تقرير/ حكمت أسود