لكل السوريين

العلاج بالحجامة بديلاً عن المعاينات والأدوية باللاذقية

تقرير/ سلاف العلي

الحجامة ومن يعمل بها الحجام، هي العلاج عن طريق مص وتسريب الدم عن طريق استعمال الكؤوس، ويكون بطريقتين: الحجامة الرطبة والحجامة الجافة، وهي طريقة طبية قديمة كانت تستخدم لعلاج كثير من الأمراض.

مثلت الحجامة جزءا أساسيا من الممارسات الطبية التقليدية في العديد من المجتمعات، إلا أنه بعد أن انتشر الطب الغربي في بلاد العالم أجمع، تراجع استخدامها، فظلت مجرد ممارسة تقليدية. وظل الأمر كذلك حتى سنوات قليلة ماضية، وخاصة بعدما فشل الطب الحديث في علاج العديد من الأمراض، وبعد أن تم اكتشاف العديد من التأثيرات الجانبية للعديد من الأدوية الكيميائية، بدأت العديد من ممارسات الطب التقليدي في الانتشار أو ما يسمى بالطب البديل. ويتم الآن تعليمها وصدرت عنها كتب ونشرت عنها مقالات على صفحات الإنترنت كجزء من حركة الطب البديل. لكنها لم تدخل حتى الآن في الكتب الطبية الحديثة كطريقة علاجية. حيث لا تتوفر عنها دراسات وفق المعايير العلمية الحديثة.

السيد عماد وهو طبيب داخلية باللاذقية قال لنا: تصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة، التي يتم إجراؤها بشكل عام عن طريق وضع أكواب على نقاط مختارة من الجلد وخلق ضغط أقل من الضغط الجوي إما عن طريق الحرارة أو الشفط. يتمثل الهدف من الحجامة بالوقاية من الأمراض وعلاج بعضها، تصنف الحجامة ضمن النوعين التاليين: الحجامة الجافة، والحجامة الدامية أو الحجامة الرطبة، وان اهم الحالات التي يمكن علاجها عن طريق الحجامة: الآلام الهيكلية العضلية والأمراض العصبية، والأمراض الاستقلابية، وأمراض الجهاز التنفسي، وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية، والالتهابات الفيروسية، والالتهابات البكتيرية، وأمراض المناعة الذاتية، وانقطاع الطمث الثانوي، والسكري، وبعض الأمراض الجلدية.

الطبيبة عبير طبيبة امراض جلدية أوضحت: يمكن إجراء الحجامة الجافة في أي وقت، أما بالنسبة للحجامة الرطبة فإذا كانت وقائية وغير طارئة فيفضل إجراؤها في اليوم السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر القمري، بينما إذا كان هنالك حاجة طارئة فيمكن إجراؤها في أي وقت، وتختلف عدد جلسات الحجامة التي يحتاجها الشخص حسب حالته الصحية، إذ يحتاج البعض من جلسة إلى ثلاث جلسات، بينما قد يحتاج الآخرون الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى المزيد من الجلسات.

السيد علي وهو طبيب جلدية ويعالج بالحجامة ومعروف باللاذقية، اخبرنا عن أهم فوائد الحجامة في الجسم، وقال : الراحة والاسترخاء، تساهم الحجامة في زيادة إنتاج الأفيون الداخلي في الدماغ مما يؤدي إلى تحسن التحكم بالألم كونها تساهم في رفع عتبة الألم ، كما أن من فوائد الحجامة للظهر أنها تقلل من آلام الظهر، وتقلل الالتهاب، وتعزز الدورة الدموية، وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم، إزالة المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد ومن السائل بين الخلايا، وتعزيز إصلاح الخلايا البطانية في الشعيرات الدموية وتسريع تكوين الأوعية الدموية في منطقة الحجامة، وخفض مستويات الكوليسترول الضار في الرجال وبالتالي قد يكون لها دورا فعالا في محاربة تصلب الشرايين، وخفض عدد الخلايا اللمفاوية وزيادة عدد المعدلات، وتخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة الضامة، وتنظيم جهاز المناعة، وخفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.

الدكتورة غالية وهي طبيبة امراض نسائية لكنها تعمل بالحجامة اكدت على انه لا تختلف مواضع الحجامة للنساء عن مواضع الحجامة للرجال. وتعتبر المواضع التالية أهم مواضع الحجامة في الجسم: المواضع الأقرب للأنسجة المصابة لتسهيل إفراز المواد المسببة للأمراض خارج الجسم. إذ تعتمد القواعد العلمية لاختيار مواضع الحجامة على الموقع الأساسي للمرض وتوزيعه ودرجة الفائدة العلاجية المكتسبة من تصفية الدم والسوائل بين الخلايا، كما يمكن زيادة كفاءة عملية الحجامة من خلال تغير مواقع الأكواب أو زيادة عددها أو حجمها إضافة لإمكانية زيادة الضغط إلى حد معين.

لكن انصح بمراعاة النقاط التالية قبل إجراء الحجامة: المباعدة بين وقت الاستحمام ووقت الحجامة، ينصح بالاستحمام قبل بساعتين إلى ثلاث ساعات من أوقات الحجامة.

الصيام أو تناول وحبة خفيفة قبل بثلاث ساعات من موعد الجلسة.

الطبيب صالح وهو اخصائي بالأمراض الوعائية ويعالج بالحجامة باللاذقية أوضح طريقة عمل الحجامة، وبين ان عمل الجافة، هي وضع الكوب الزجاجي أو البلاستيكي على الجلد ومن ثم تسخينه بالنار باستخدام الكحول أو الأعشاب أو ورقة توضع مباشرة في الكأس، ثم يتم إزالة مصدر النار ويوضع الكوب الساخن من جهته المفتوحة على الجلد مباشرة، بعدها يبرد الهواء داخل الكوب عند وضعه على الجلد ويخلق فراغا وبالتالي يسحب الجلد والعضلات إلى الأعلى داخل الكوب. اما الحجامة الرطبة فيتم تحديد المنطقة التي سيتم وضع أكواب الحجامة عليها، تعقيم المنطقة التي تم تحديدها.

وأشارت الى المطلوب بعد الحجامة: تجنب استهلاك اللحوم الحمراء وجميع منتجات الألبان لمدة ٢٤ ساعة، يمكن استبدال هذه المنتجات بالأسماك، والبيض، والفواكه، والخضراوات، كما يمكن تناول كمية قليلة من الدجاج مع محاولة تجنبه إن أمكن. تجنب جميع المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الغازية لمدة ٢٤ ساعة، شرب الكثير من المياه المعدنية للحفاظ على ترطيب الجسم والشاي الأخضر الذي يحتوي على العديد من الفوائد الصحية. تجنب جميع منتجات التبغ لمدة ٢٤ ساعة، تجنب ممارسة الرياضة أو الجماع لمدة ٤٨ ساعة. تجنب الاستحمام أو غسل المنطقة المتعرضة للحجامة لمدة ٢٤ ساعة بعد الجلسة وذلك لتجنب خطر حدوث العدوى حتى وإن تم تعقيم المنطقة قبل وبعد الحجامة، وضع زيت الزيتون على المنطقة المتعرضة للحجامة مرتين يومياً لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.