لكل السوريين

بقعة ضوء العادات والتقاليد على صحفيات بالساحل السوري

تقرير/ سلاف العلي

لا يمكن اختصار التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة العاملة في الساحل السوري، بسطور قليلة، وللصحفيات النصيب الأكبر من التحديات التي تواجه النساء العاملات، المكبلات بالعادات والتقاليد.

تعبر الصحافيات بالساحل السوري عن رضى متفاوت إلى ما وصلن إليه بعد أكثر من اثنتي عشر عاما من وقوع الأحداث في سوريا، وجهودهن في تغيير نظرة المجتمع للمرأة العاملة في الإعلام.

ومع ذلك، لا تحظى النساء العاملات في الصحافة والإعلام بتشجيع المجتمع في الساحل، وما تزال هناك أصوات – ليست بالقليلة- تعبر عن استيائها من انخراط المرأة في قطاع الإعلام، لتصل في بعض الأحيان إلى وصمة اجتماعية تلاحق الصحفيات وتقلل فرصهن من الزواج، أو يجبرن على مواصلة عملهن وفق شروط معينة، كما في حالة وحيدة فاروق.

السيد الصحفي أكثم أكد لنا يرحب بشكل كبير بالارتباط بصحفية دون وضع أي قيود أو شروط تحد من عملها، لأنه يؤمن بمبدأ المساواة في العمل، والتوازن في المجتمع، طالما أنها قادرة على العمل بمهنية وشغف واحترام.

لكن السيدة نسرين الصحفية فقالت لنا: ما يزال باق وجود نظرة دونية سائدة بين الرجال للنساء العاملات في الشأن العام، والصحفيات على وجه الخصوص، وأن التضييق على النساء أقل مما كان عليه سابقا، وبات المجتمع أكثر تقبلا لهن، رغم انه قد تكون أكثر سلبية في القرى والبلدات الصغيرة، وأضافت: منذ لحظة خروجي للعمل حتى عودتي تنتشر الأقاويل حولي، لأن الناس تعتقد أن الصحفية هي امرأة منفتحة على عادات دخيلة لا تتناسب مع مجتمعهم المحافظ، وتصبح محور أحاديث جلسات قهوة النساء، اللواتي يتكهن نهاية زواجي بالطلاق، فبعد أن كان زوجها يقدر عملها، ولا يمانع ممارستها للصحافة، شعرت بأنه: صار يتأثر بالقيل والقال، ما دفعه إلى التلميح لها بضرورة ترك هذا المجال، لكن لولا رجاحة عقله لسمع من الناس وأجبرني على ترك عملي أو الانفصال عني، ولكن اتفق الزوجان على عدم الإصغاء لكلام أحد.

السيدة الصحفية بشرى أخبرتنا أنها بدأت عملها قبل أربع سنوات، وعملت مع عدة وسائل إعلامية محلية على إعداد التقارير المكتوبة في محافظة طرطوس، دون أن خاصة بها تظهر في الاعلام سوى اسمها. ودرست التخصص في معهد الإعلام وأكدت أن المجتمع سيتقبل عملها كصحفية، وستحوز تقدير واحترام من حوليها لأنها تسلط الضوء على قضاياهم ومعاناتهم.

السيدة الصحفية زبيدة أوضحت ان التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة العاملة لا يمكن اختصارها بسطور قليلة، وللصحفيات النصيب من التحديات التي تواجه النساء العاملات، وهنالك حالة من البؤس فعملنا يخضع لشروط، فالفرص قليلة وتندرج في إطار المحسوبيات والوساطات، فاللواتي يعملن في الإعلام المرئي والمسموع، يعدون على أصابع اليد، عدا عن ان الرواتب قليلة جدا، لقد بدأت عملي الصحفي ومارست وظائف عدة في هذا المجال: كاتبة صحفية، مراسلة لإذاعة محلية، ومعدة تقارير تلفزيونية، لتصطدم ان كل هذه الفرص مؤقتة والراتب على البونات ولا تثبيت ولا ديمومة بالعمل، إضافة الى كل ذلك ، فالمتداول ان الزواج من صحفية ما يكون مرهونا بشروط خاصة، حيث أن شريحة واسعة من الرجال لا تتفهم طبيعة عمل النساء في الصحافة، وأن العلاقات العامة من ضرورياته، والخروج لاماكن الحدث والتغطية وأخذ التصاريح من المعنيين أساس عملهن.

السيدة عائشة أنهت دراستها ومارست العمل الصحفي بعد زواجها واضافت: لكن عملي تسبب بمشاكل مع زوجي بسبب الاختلاط مع الرجال أثناء إجراء المقابلات، حيث أن المشكلة ليست بزوجي بقدر ما هي مشكلة تعود إلى العادات المجتمعية التي تحد من عمل النساء، وبينت ان الأمور تعود لمستوى الرجال التعليمي وثقافتهم، فكلما زاد مستوى المجتمع ثقافيا وعلميا، وينعكس عدم تقبل بعض الرجال لعمل الصحفيات على تأجيج مشاعر الغيرة في نفوسهم، وزعزعة ثقتهم بزوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم الصحفيات العاملات، وأكدت السيدة عائشة على ضرورة التزام النساء العاملات مع المؤسسات التي يعملن بها، من حيث الدوام والإنجاز، لكن الخلاف  مع الزوج بسبب العمل يؤدي إلى التقصير أحيانا والى الاضطراب في الحياة المنزلية والحياة العامة.