لكل السوريين

الإنجاب يشغل أزواجاً في حمص.. ما الاحتمالات المطروحة؟

يدأب المتزوجين حديثاً على التأكد من إمكانية إنجابهما للأطفال في مدة أقصاها سنة، يبدأ هؤلاء بمراجعة الأطباء إذا لم تتمكن الزوجة من الحمل، سوء الحظ قد لا يستطيع بعضهم الحمل، مما يجعلهم يلجؤون للعلاج الطبي وتناول أدوية هرمونية، وفقاً لنصائح الأطباء، وفي حال عدم الجدوى من تلك الأدوية، وكحل بديل قد يلجأ بعض الأزواج إلى تقنيات الإنجاب المساعدة كالتلقيح الصناعي أو التبرع بالبويضات، والزراعة وما إلى ذلك، وقد تبوء بالفشل، مما يؤدي إلى مزيد من القلق والإحباط لكلا الزوجين.

لكن ماذا لو لم يكن هناك رحم.. بعض الحلول موجودة، مؤخراً بات يبحث أزواج في حمص عن زراعة أرحام لإنجاب أطفال.. لكن قد يخطئ البعض التمييز فيما بين مفهومين، وهما الرحم البديل أي زراعة الرحم أو الرحم المستأجر، علماً أن هناك فرقاً شاسعاً بينهما.

وطبياً فإن الرحم البديل أو زراعة الرحم، يعتبر من الطريق المساعدة في الإنجاب الرحم البديل أو زراعة الرحم، والمقصود بالرحم البديل هي أن الزوجة عندما لا تستطيع الحمل أو الولادة بتاتاً، نظراً للمخاطر التي تهدد حياتها أو لعدة أسباب أخرى، مما يجعل من الحمل أمراً مستحيلاً، حتى لو كانت جميع عوامل الخصوبة متاحة، لا تستطيع الحمل لأنها لا تملك أساساً العنصر الأساسي وهو الرحم، و بعبارة أخرى يوجد نطاف سليمة وصحية عند الزوج ويوجد أيضاً بويضات سليمة وصحية عند الأم ولكن الرحم غير طبيعي أو غير موجود، ما يستدعي إجراء لزراعة للرحم إن وجد متبرع.

وزراعة الرحم عملية معقدة في تفاصيلها، لذا كان لابد من أن تكون المتبرعة أغلب الأحيان من إحدى الأقارب للزوجة وهي الأم أو الأخت، وعليه يجب الموافقة من الجهتين المتلقي والمعطي، بالإضافة لموافقة الزوج.

هنالك بعض الحالات تمنع المريضة من القدرة على الحمل والولادة، ويعود السبب لفقدان الزوجة رحمها بسبب استئصاله جراحياً، إما لوجود مرض السرطان، أو أورام ليفية كبيرة وكثيرة، أو بسبب شذوذ خلقي بالرحم، أو الإجهاض المتكرر، أو أمراض قلبية مزمنة تمنعها من الإنجاب، أو تشوهات في الرحم، أو ربما حادثة ما تعرضت لها الزوجة أفقدتها رحمها. وكحل بديل يلجأ بعض الأزواج لتلك الفكرة المساعدة.

عمليات نقل وزراعة الأعضاء بدأت منذ فترة طويلة، كعملية نقل الكلية، القلب، القرنية، أو غيرها من الزراعات.. وأما الزراعات المستحدثة هي زراعة الكبد إلا أن أصعبها على الإطلاق زراعة الرحم وتكمن الصعوبة، بأن الرحم يكون مثبتا بمجموعة من الأربطة المعلقة والداعمة والمتصلة بالأعضاء الأخرى، لذلك هنالك صعوبة كبيرة في زراعته. وفق أطباء

ولا يؤثر زراعة الرحم على الحالة النفسية كون المرأة أو المريضة مستعدة ومتحمسة جداً لفكرة زراعة الرحم، لذلك لا يكون هناك تأثير نفسي سلبي بل على العكس تماماً حيث يزرع أملاً جديداً. ولا تحتاج العملية أكثر من شهراً واحداً للاستشفاء، وأما عن احتمالية حدوث الحمل بعد الأشهر الستة الأولى من إجراء زراعة الرحم يمكن أن تحمل الزوجة وبشكل طبيعي.

هناك محاولات لزراعة الرحم في بلدان مختلفة إلا أن كونها عملية جديدة، فإنها لم تطبق بعد في جميع البلدان ففي سورية لم تجرى بعد، أما في مصر أجريت كذلك الأمر عمليات عدة، وفي إيران، وفي السعودية محاولات أجريت لزراعة الرحم إلا ان نتائجها لم تكلل بالنجاح ولم تكن مرضية، ويعود ذلك لرفض الرحم من قبل الجسم كونه جسم غريب وبالتالي يثبط المناعة وهذا يؤدي لانعكاس سلبي على جسم المريضة.

وهناك طريقة أخرى للإنجاب عن طريق الرحم المستأجر وهو أن تحمل امرأة أخرى جنين شخص آخر، تلجأ لها النساء اللواتي ليس لديهن بيئة رحمية مناسبة لنمو الجنين، وبمعنى أخر هو حمل جنين زوجين آخرين في رحمها حتى ولادة الطفل، إلا أن تلك الوسيلة المساعدة غير جائزة في البلدان العربية وغير مسموح بها.

ويتطلب موافقة الزوج للأم المستأجرة، أن تكون قد أنجبت في السابق طفلاً واحداً على الأقل، وأن تتمتع بصحة جيدة، ويتوجب أن تخضع لعدة فحوصات للتأكد من سلامتها الجسدية والنفسية.

بالنسبة للأم المستأجرة الرحم المستأجر غير جائز شرعاً ومحرم في الشرع إلا في حالة واحدة فقط، وهو أن يكون الرجل متزوج امرأتان فإن كانت أحداهن لا تستطيع الحمل أو الإنجاب، عندها يمكن الزراعة في رحم الزوجة الثانية البيضة الملقحة من الزوجة الأولى وغير ذلك لا يجوز.