الرقة/ صالح إسماعيل
يواجه المزارعين في ريف الرقة الشمالي خسائر كبيرة في زراعتهم لهذا العام نتيجة صعوبة تأمين متطلبات الزراعة للموسم الزراعي الشتوي بعد تعرضهم لخسائر فادحة في الموسم الصيفي وخصوصا محصول (الذرة الصفراء)، وارتفاع أسعار البذور والأسمدة الزراعية.
وتعرض مزارعي محصول الذرة الصفراء لخسارة كبيرة في محصولهم نتيجة صعوبة تسويق المنتوج الزراعي وتحكم التجّار بأسعار المحصول المتدنية، التي لا تغطي تكاليف الإنتاج ولا توفر أي هامش ربح بالنسبة للمزارعين للاستمرار في العمل الزراعي، وخصوصاً بعد إعلان الإدارة الذاتية عدم قدرتها على شراء محصول الذرة الصفراء لهذا الموسم.
ويلجأ المزارعين لتأمين مستلزماتهم الزراعية من بذور وأسمدة عن طريق الاستدانة من التجار في الأسواق الحرة والتي تضيف تكاليف مضاعفة على عاتق المزارعين وخصوصا كونهم يتعاملون بالدولار الأمريكي.
وفي لقاء أجرته صحيفتنا “السوري” مع المزارع خلف السعيد تحدث فيه عن واقع الموسم الزراعي لهذا العام حيث قال: “موسم الذرة الصفراء لهذا العام أدى لخسارة كبيرة للمزارعين نتيجة أسعارها المتدنية وتحكم التجار بالتسويق، حيث لم تعد تغطي تكاليف الإنتاج، حيث لا يتجاوز سعر الكيلو غرام من الذرة الصفراء ٧٠٠ ليرة سورية قبل التجفيف، فيما لا يتجاوز سعرها بعد التجفيف ١٢٠٠ليرة سورية”.
وأضاف السعيد: “يضطر غالبية المزارعين لتأمين مستلزماتهم الزراعية من تجار السوق الحرة الذين يتحكمون بأسعار البذور والأسمدة ويتعاملون بالدولار الأمريكي، وهذا ما يشكل فارق كبير في التكلفة بين بداية الموسم الزراعي ونهايته، حيث يتم شراء المواد بالدولار الأمريكي أو ما يعدله من قيمة لليرة السورية فيما تكون أسعار تسويق المحصول ثابتة الليرة السورية ومحدودة”.
ومن جانبه بين المزارع أحمد العبدالله: “بأنه لم يستطيع زراعة أرضه (٢٠) دونم بمحصول القمح لهذا العام بسبب التكاليف الباهظة التي تحتاجها الزراعة حيث يصل سعر الطن الواحد من بذور القمح المستورد 700دولار أمريكي، وسعر الطن من السماد الآزوتي ٤٥٠ دولار، إضافة لأجور الفلاحة المرتفعة”.
وطالب كل من السعيد والعبدالله من الجهات المعنية تأمين الدعم اللازم للمزارعين للإستمرار بالعملية الزراعية وتحسينها، ووضع آلية مناسبة لدعم الفلاحين وتقديم قروض مالية للمزارعين، وتأمين المواد الأولية من بذور والأسمدة وأدوية زراعية بأسعار منافسة للسوق السوداء وتناسب مع إمكانيات المزارعين.