لكل السوريين

القمامة تنتشر وسط سوريا بسبب نباشون

حمص/ بسام الحمد

يتهافت عشرات النساء والأطفال على حاويات القمامة يومياً في حمص عشرات الحاويات بحثاً عن علب بلاستيكية ومواد نحاسية أو معادن ومواد يمكن بيعها أو حتى ثياب رثة لها ولأفراد عائلتها.

يقول البعض منهم أنه لا يجني أكثر من 8 آلاف ليرة سورية يومياً في أفضل الأحوال، وأحيانا يعودون للمنزل بعد ساعات عمل شاقة من دون أن يجدوا ما يمكن بيعه من جراء تزايد عدد الأشخاص ممن ينبشون القمامة في الأشهر الماضية.

ومع حلول الظلام يبدأ الأطفال والنساء بالتوجه للأحياء والأسواق والشوارع الرئيسية بعد ساعات المساء المكتظة بالنشاط التجاري والإقبال على المطاعم والمحال الفارهة لنبش القمامة فيها.

يتجول معظم الأطفال والنساء في مجموعات، تتراوح ما بين فردين إلى أربعة، داخل المدينة وكثيراً منهم يتشاركون ما يحصلون عليه من أموال وأغراض مع نهاية رحلة نبش القمامة وبيع ما جمعوه في اليوم التالي.

تحدث خلافات ومشاجرات أحياناً بين الأطفال والنساء حين يصلون معاً إلى حاوية ملأى، حيث أن الخلاف عادة ما ينتهي مع استعجال كل طرف إلى البحث عن مواد قابلة للبيع أو كل غرض يمكن الاستفادة منه.

ونتيجة الارتفاع “الهائل” في الأسعار وخسارة السكان لمصادر دخلهم، تعاني سوريا من “انعدام الأمن الغذائي”، وفق الأمم المتحدة.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، في تقريره السنوي لعام 2021، أن ثلاثة من كل خمسة سوريين يعانون من “انعدام الأمن الغذائي”، بعد الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية وتدهور الاقتصاد.

ويعاني نحو 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60% من السكان) من “انعدام الأمن الغذائي” في عام 2020، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا أعلى رقم سُجل في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57% على عام 2019، بحسب التقييم الذي أجراه البرنامج.

وباتت ظاهرة “نبش القمامة” بحثاً عن مواد قابلة للتصنيع في أحياء مدينة حمص، تزداد بشكل كبير يوماً بعد يوم، حتى أن هذه الظاهرة “باتت مؤرقة ومزعجة للأهالي، نظراً لما تخلّفه من أذى بيئي وصحي على المواطنين، نتيجة لانتشار القمامة في الشوارع وأرصفتها، علاوةً على التأثير في جمالية المدينة.

ويعاني أهالي حمص من هذه الظاهرة ويضطون في صباح كل يوم إلى تجميع القمامة المتناثرة أمام منازلهم وعلى أرصفة شوارعهم، بسبب نبش أكياس القمامة ليلاً من قبل نبّاشين يسعون للعثور على مواد قابلة للتصنيع.

ثم أن هذه الظاهرة المؤرقة منتشرة ليس في حمص فقط وإنما في باقي المحافظات، وشكوى الأهالي منها محقة وتحتاج لتكاتف جميع الجهود المجتمعية للحد منها ومعالجتها.

ويؤثر نباشوا القمامة  في عمل عمّال النظافة بالمديرية ويتسبّبون بمضاعفة الجهود لتجميع القمامة المتناثرة التي تسببوا بانتشارها ، وتوعد مسؤولين بتغريم كل مَن يتم ضبطه وهو ينبش القمامة بغرامات مالية وفق القانون واتخاذ كل الإجراءات بحقه وفق الأنظمة والقوانين.

يشار إلى أنّ ظاهرة عمالة الأطفال بجمع القمامة تنتشر في غالبية المدن السورية، ويُشرف عليها أشخاص من خلال استغلال أوضاع العائلات المعيشية، إذ يقدّمون للعائلات مكاناً للسكن مع أجر زهيد مقابل عملهم في جمع النفايات.