لكل السوريين

انعدام الكهرباء يزيد من الإقبال على الجلوس بكافيهات حمص

حمص/ بسام الحمد

جعل انعدام الكهرباء في المنازل، من الكافيهات بديلاً مناسباً، من قِبل فئة الشباب الموظفين أو الطلاب، لا سيما خلال فترة الامتحانات الجامعية.

ومع استمرار أزمة الكهرباء في حمص، زادت معدلات الإقبال على “الكافيهات” المنتشرة في المدينة، حيث أصبحت وجهةً للطلاب الباحثين عن جوّ هادئ للدراسة، كما أنها وجهةٌ جديدة مع انتشار الأعمال التي لا تتطلب دواما في مقرات الشركات والمؤسسات.

تحولت المقاهي مؤخرا من كونها مكانا محصورا بالترفيه والاجتماع، إلى مكان للدراسة والعمل، ويقصدها بشكل مركّز فئة الشباب في وقت يغيب فيه التيار الكهربائي عن منازلهم بسبب سياسة التقنين التي تتّبعها الحكومة خلال السنوات الماضية.

اعتاد الطلاب والموظفون الذهاب إلى بعض الكافيهات بشكل يومي يوجد به كهرباء على مدار الساعة وأنترنت جيد، وهذه الخدمات لم تعد متوفرة في منازلهم بشكل دائم، ما يجعل العمل من المنزل أمرٌ غاية في الصعوبة.

هناك الكثير من الطلاب يلجأون للكافيهات وهذا ما يشجع أصحابها على تقديم هذه الخدمات بشكل دائم، فهي وسيلة لجذب فئة الشباب وأحيانا أصدقائهم بشكل دوري.

تزدحم الكافيهات خلال أيام الامتحانات الجامعية بالشباب الذين يقصدونها للدراسة والعمل لا للترفيه. كونها تنعم بالهدوء والكهرباء وهي المتطلبات الأساسية التي يحتاجونها للدراسة، هربا من أضواء الليدات الخافتة في منازلهم والتي تؤذي عيونهم خلال عملية القراءة.

ولعل غياب الكهرباء ووسائل التبريد في المنازل، هي أبرز ما يدفع هؤلاء الشباب للتوجه إلى المقاهي لإنجاز أعمالهم اليومية وتحمّل تكاليف ارتياد المقاهي بشكل شبه يومي، هذا يضاف بالطبع إلى الجو الهادئ الذي توفره هذه المقاهي والمناسب لأجواء العمل والدراسة.

أزمة الكهرباء والمياه المستمرة باتت أكبر مصدر قلق يصاحب الحياة اليومية للسوريين. بل أصبحت من أكبر الهموم، حيث لا يُعقل أن يُصبح حُلم كل بيت استكمال “وجبة الغسيل” في الغسالة، نتيجة انقطاع الكهرباء أو المياه، وسط تخوّف عودة البلاد إلى العصور القديمة، تزامنا مع استمرار الأزمات الخدمية، من الكهرباء والمياه والغاز.

في ظل ازدياد ساعات تقنين الكهرباء وعدم وجود حلول تلوح في الأفق بخصوص هذه الأزمة، فإن الناس باتوا يلجؤون لنظام “الأمبيرات”، حيث تأتي ساعة واحدة فقط كل 12 ساعة، وأنهم يعتمدون الآن على “الأمبيرات” وأن كل منهم يدفع ما لا يقل عن 50 ألف ليرة سورية شهريا حتى يتمكن من تأمين أمبير واحد لمنزله.

ازداد واقع الكهرباء سوءا في معظم المحافظات خاصة في الأشهر القليلة الماضية، إذ وصلت ساعات القطع إلى 7 ساعات مقابل ربع ساعة وصل في عدّة قرى ومناطق بحمص على سبيل المثال، والتي بات سكانها ينشدون المساواة مع باقي المحافظات على الأقل.

بينما التقنين في أغلب المناطق الأخرى هو ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع، ويتخلل ساعات الوصل انقطاعات متكررة في بعض الأحيان، كما أن بعض الأيام تشهد انقطاعا لخمس ساعات متواصلة مقابل ساعة وصل واحدة.

حال مدينة حمص تُعتبر جيدة مقارنة مع أغلب مناطق الريف، حيث تصل ساعات القطع إلى 5 ساعات مقابل ساعة وصلٍ واحدة في أفضل الأحوال، بينما يشتكي سكان بعض القرى والأحياء، من كثرة الأعطال في الكهرباء إذ تصل ساعات الوصل إلى نصف ساعة فقط مقابل عدد غير محدد من القطع.