لكل السوريين

تفاقم الأزمة الاقتصادية في إدلب، والأسعار تواصل التحليق

يوما بعد يوم، وعلى الرغم من تطبيق لوقف إطلاق النار وصف بالهش، تتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية في إدلب شمال غرب سوريا، والتي ألقت بظلالها على المواطن حيث أصبحت أسعار كل السلع والمواد الغذائية والطبية مرتفعة للغاية.

يعاني سكان المناطق التي لم تصلها العمليات العسكرية من ارتفاع كافة الأسعار، فارتفاع أسعار المواد الغذائية يعود لانقطاع الطرق بسبب المعارك، أما ارتفاع أسعار الأدوية فالنظام أغلق المعابر التي كانت تصل منها الأدوية، كما وأن قوات النظام سيطرت على معظم المستودعات في شرق وجنوب إدلب وغربي حلب.

أبو عبدو، مواطن من ريف إدلب الشمالي، رفض الإفصاح عن اسمه كاملا لأسباب أمنية، قال “الوضع لم يعد يطاق، الأسعار حلقت عاليا، المدن التي لم يطلها القصف باتت تغص بالناس، تركيا تمنع وصول المساعدات لنا، في محاولة منها للضغط على أوربا، ماذا جنينا نحن الأبرياء، نريد أن نعيش فقط، النظام لا يرحم، والتنظيمات الإرهابية سرقت كل شيء”.

وأضاف “أصحاب المحلات، ولا سيما تجار الأزمات منهم من ذوي الأنفس الدنيئة قاموا باحتكار معظم المواد ليرفعوا أسعارها، وهذه أيضا كارثة أخرى، المنظمات التي بقيت صبت كل تركيزها على النازحين، أما نحن المواطنون المقيمون لم يعودوا يلقوا لنا بالا، وحتى أراضينا الزراعية لم نعد نستطيع زراعتها”.

وأشار إلى أن هيئة تحرير الشام قامت بطرد جميع الأهالي من البساتين على خطوط التماس مع النظام، وأغلب تلك الأراضي باتت مزروعة، وإن لم نقوم بسقايتها ورعايتها فإنها ستموت، وبالتالي سترتفع الأسعار أكثر.

وشنت قوات النظام مدعومة بالطائرات الروسية هجوما عنيفا على آخر معاقل التنظيمات الإرهابية التابعة لتركيا في شمال غرب سوريا، ونتج عن الهجوم استعادة النظام لمناطق شاسعة تتواجد فيها معامل عدة، بالمقابل فإنها أدت إلى نزوح ما لا يقل عن مليون و200 ألف مواطن صوب الشمال.

وبالنسبة للأسعار في الأسواق، فإن سعر السكر قد وصل لـ 800 ليرة سورية لأول مرة بتاريخ سوريا، في حين أن الأسعار الأخرى ارتفعت بنسبة وصلت لـ 150%.

وفي هذا السياق، قال علي وهو شاب في الثلاثين من عمره “الدولار كان قد فاقم الأزمة، ومؤخرا العمليات العسكرية زادت الطين بلة، الأسعار في إدلب أغلى من أي منطقة أخرى في سوريا، لا أحد يدفع فاتورة المعارك إلا الشعب البريء، الإرهابيون يأخذون الرواتب من تركيا، وبالمقابل فإن الموالون للنظام كذلك الأمر، أما نحن فلم نعد نستطيع أن نؤمن لقمة العيش”.

ووصلت معظم أسعار بعض المحروقات حاجز الـ 1000 ليرة، لتصعب هي الأخرى من معيشة المواطن، لا سيما في أمور الطبخ، والطهي والتدفئة، وحتى أصحاب المعامل الذين هم الآخرون يحتاجون لكميات عالية من المازوت لتشغيل معاملهم.

تقرير/ عباس إدلبي