لكل السوريين

شكاوى من رداءة وسائط النقل في دمشق، والأهالي مستاؤون من ضعف الرقابة

منذ عدة عقود، يعاني أهالي العاصمة دمشق من سوء حالة وسائط النقل وترديها، ففي شتى ضواحي المدينة؛ تجد أعدادا هائلة من الأهالي ينتظرون السرافيس أو الباصات القليلة المخصصة لنقل الأهالي.

ويضطر المواطنون في العاصمة إلى التدافع من أجل الحصول على مقعد أو مكان وقوف، كما وبرزت في الفترة الأخيرة أيضا معوقات جديدة أضيفت إلى ترد غير محتمل، وذلك بسبب تخفيض مخصصات الوقود لهذه الوسائط.

وباتت مؤسسات السلطة السورية تعاني من نقص غير مسبوق في المحروقات نتيجة العقوبات الكبيرة التي تفرضها الولايات المتحدة على حكومة دمشق.

وفي استطلاع لعدد من المواطنين عن رداءة النقل، وحالة الاستياء التي يعيشها المواطن السوري، تحدث عديد منهم عن تصرفات السائقين، ناهيك عن عدم وجود رقابة لضبط الأجر وحركة السير.

جعفر أسامة عبدالله، أحد قاطني حي العباسيين، قال “بعض السائقين يضاعفون الأجر خصوصا في الأوقات المتأخرة، وبعضهم لا يلتزم بكامل الخط، وينزلون الركاب في منتصف الخط المخصص للسائقين، وإن طُلب منهم المسير حتى نهاية الخط، تلقائيا يضاعفوا الأجرة”.

بدورها، رشا حسام، شرحت معاناتها، وشبهتها بمعاناة الناس، وهي عدم وجود سرافيس تخدم منطقة تنظيم كفر سوسة، فقالت “أركب من شارع الثورة، الحشود كبيرة تنتظر كل صباح، أنزل وأك

مل طريقي مشيا على الأقدام، أو أضطر لركب تاكسي أجرة إن حدث وتأخرت”.

وأكدت رشا أنه لا توجد أي سيارة تعتمد نظام العداد، والسائقون يطلبون أرقاما كبيرة، بحجة غلاء البنزين، ومرات بحجة الازدحام، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى ترك عملها السابق والبحث عن عمل قريب من مكان سكنها، لتتخلص من عناء الذهاب اليومي.

بينما، هند الأحمد، نوهت إلى أن بعض السائقين يحملون أعدادا أكبر بكثير مما يمكن استيعابه، حتى بات الكل راض عن الموضوع، فهم المواطن هو الوصول إلى المكان الذي يريد بالوقت المناسب، مهما كانت الظروف.

وبالنسبة للبديل، قالت هند “أيا كان البديل لا مشكلة لدى الأهالي، واقترحت بكلام قريب من السخرية “اقترح أن يخصصوا لنا حميرا أو أحصنة أو عربات، المهم أن لا نبقى على هذه المعاناة”.

وتابعت “كل هذه الرداءة والجميع راض عن الركوب، فماذا لو كانت وسائط النقل مثل التي توجد في الدول المجاورة، فعندها سننزل لنقيم احتفالا في السوق”.

وتحدثت بشكل جدّي عن حل رأت بأنه من الممكن أن يحل المشكلة، فقالت “اعتقد أن زيادة عدد وسائط النقل سيحل المعضلة، إضافة إلى مراقبتها بشكل أفضل بكثير من الآن”.

في حين قالت سارة حمود: “لا يوجد وقت محدّد لانطلاق السرفيس وهذا ما يزيد الطين بلّة فعليك أن تخرج قبل موعدك بوقت كبير لأنك لا تعرف إذا كنت ستجد واسطة نقل أم لا”.

وتسألت “لماذا لا تنظم الرحلات، كل ربع ساعة رحلة،” مطالبة بزيادة عدد وسائط النقل، وأن تكون باصاتٍ كبيرةً لأن “الصعود إلى السرفيس فيه كثير من الإهانة وخصوصاً للسيدات حيث تضطر للانحناء وتضطر للنزول أكثر من مرةٍ لينزل ركاب آخرون”.

وختمت حديثها بالقول: “إن أبشع ما في الأمر هو التحرش الجسدي، ويحدث نتيجة التدافع وقد تعرضت لذلك ذات مرةٍ، ولم ينتبه لي أحد فالكل يريد أن يصعد ما اضطرني للصراخ حتى تخلصت من ذلك المتحرش وهذا التحرش يحدث يومياً في سرافيس جرمانا”.

وتعتبر كلا من ’’جرمانا، جديدة عرطوز، المعظمية، صحنايا’’ من أكثر الضواحي التي يعاني أهلها من رداءة وسائط النقل، وذلك نظرا لاكتظاظها بالسكان، على عكس الضواحي الأخرى في الريف الدمشقي.