لكل السوريين

خبز “البطاقة الذكية” يثير الاستياء بالسويداء.. والاحتجاجات الشعبية تربك مسؤولي المحافظة

السويداء/ لطفي توفيق 

شهد اليوم الأول من توزيع الخبز عبر ما يسمى “البطاقة الذكية”، أعطالاً في أجهزة القراءة الإلكترونية المسلمة من قبل دائرة المخابز إلى معتمدي البيع، مما حرم معظم الأهالي في السويداء من حقهم بالحصول على الخبز.

وتعثرت بشكل شبه كامل التجربة الأولى للتوزيع عبر البطاقة، حيث لم تتعرف معظم أجهزة القراءة لدى المعتمدين على كثير من بطاقات العائلات، ما أدى إلى إغلاق نوافذ التصرف للمعتمدين، وبقاء أكوام الخبز في الأفران على حالها دون الإفادة منها.

وتواصل المواطنون مع مديرية المخابز لبحث الأمر، ولكن دون جدوى، حيث أرجع المسؤولون فيها الفشل إلى مركزيّة العمل المؤتمت بالشركة المعنية التابعة للوزارة بدمشق.

بينما اعتبر رئيس دائرة حماية المستهلك بالسويداء، أن المشكلة التي واجهها المواطنون والمعتمدون المعنيون بتوزيع الخبز، تتمحور حول المعتمدين الذين لا تتمكن حصصهم من فتح أجهزة قراءة البطاقة الإلكترونيّة، لحصولهم على ترخيص يحتوي أقل من مئة ربطة خبز، وهو ما أعاق تشغيل الأجهزة، لعدم برمجيتها بهذا النحو، وطالب الجهة المعنية بحل المشكلة بأقرب وقت.

استياء احتجاجات

رفضاً لقرار توزيع الخبز على البطاقة الذكية، وتحديد كمية معينة للعائلات حسب عدد أفرادها، شهدت عدة مناطق في السويداء استياء شعبياً سرعان ما تحول إلى احتجاجات أربكت الجهات المعنية بالأمر، وأجبرتهم على اتخاذ إجراءات مؤقتة.

بدأت الاحتجاجات أمام فرن مدينة السويداء الآلي، وانتقلت إلى بلدة القريّا، ثم إلى مدينة صلخد، جنوب السويداء وبلدة المزرعة غرب المدينة، كما رفض أهالي بلدتي قنوات وعريقة، استلام الخبز بالآلية الجديدة.

وتشابهت آلية الاحتجاج من تجمع بعض المواطنين أمام الأفران، ورفض استلام الخبز بالآلية الجديدة، واعتبارها إذلالاً لهم، من حيث التوقيت المفروض لتوزيع الخبز، والكميات المحددة.

ووقعت مشاجرات عند بعض الأفران، وأطلقت أعيرة نارية في الهواء، وصادرت جهات أهلية بعض أجهزة قطع البطاقات الذكية.

كما حضرت دورية من الشرطة، إلى الفرن الآلي بالسويداء أثناء توزيع الخبز، وحدثت مشادة كلامية بين عناصر الدورية وبعض المواطنين، دون أن تتطور إلى صدام بينهم.

زيادة مخصصات الخبز

بعد الاحتجاجات الشعبية على تقنين حصة الخبز، تواصل مسؤولو الأفران في المناطق التي شهدت الاحتجاجات، مع المحافظ ومع مدير المخابز والجهات المعنية، وطلبت الموافقة على بيع الخبز، دون قطع البطاقة، وزيادة كميته، إلى حين إعداد دراسة لتعديل توقيت التوزيع.

وهو ما حدث فعلاً، ولكن بشكل مؤقت ، كمخرج لإنهاء الاحتجاجات.

حيث رفعت مديرية المخابز العامة في السويداء، مخصصات الخبز للعائلات، خلال ما أسمته فترة التجريب وتطبيق النظام الجديد.

وباتت حصة المواطن أربع أرغفة من الخبز يومياً، عوضاً عن رغيفين.

وأربكت هذه الاحتجاجات الشعبية مسؤولي المحافظة، كما تسببت بإحراج الحكومة التي قبلت بالحلول المؤقتة، مع إصرارها على التمسك  بمركزية قراراتها، لأن تجاوبها مع المطالب الشعبية المحقة لأهالي السويداء، سيضعها في حرج أمام بقية الأهالي في المحافظات الأخرى.