لكل السوريين

الإدارة الذاتية: تحديات إنسانية كبيرة مع استمرار وصول المهجَّرين إلى إقليم شمال وشرق سوريا

تقرير/ أحمد الحمود

أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أنها تواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة مع استمرار تدفق الآلاف من المهجَّرين إلى المنطقة، وأكد شيخموس أحمد، الرئيس المشارك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، أن الأوضاع الحالية تضع الإدارة أمام مسؤوليات متزايدة، خصوصًا في ظل الأزمات التي تعصف بسوريا وتصاعد الأعمال العسكرية في مناطق الشهباء وعفرين وريف حلب.

ويتوقع إلى احتمال وصول 250 ألف مهجَّر، مع دخول أكثر من 100 ألف مهجَّر حتى الآن وفقًا لتوثيق خلية الطوارئ، وأن هذه الأرقام تستدعي استجابة عاجلة لضمان تأمين الاحتياجات الأساسية للمهجَّرين الذين نزحوا قسرًا نتيجة تصاعد العنف وسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا على مناطقهم.

خطط الإيواء وتوفير الخدمات الأساسية

لمواجهة الأزمة، افتتحت الإدارة الذاتية 295 مركزًا لإيواء المهجَّرين في مقاطعتي الرقة والطبقة، ويجري العمل حاليًا على إنشاء مراكز إضافية في الحسكة والقامشلي لتخفيف الضغط، وتشمل الخطط توفير المأوى، المواد الغذائية، والرعاية الصحية.

وتعمل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لضمان توفير المستلزمات الضرورية، وأطلقت الإدارة نداءً إنسانيًا عاجلًا لزيادة الدعم وتقديم مساعدات طارئة تشمل الغذاء، الأدوية، ووسائل التدفئة، مشيرة إلى أن التهجير المستمر يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في المنطقة.

المبادرات المجتمعية ودور السكان المحليين

في ظل التحديات الكبيرة، أظهر سكان مقاطعتي الرقة والطبقة تضامنًا استثنائيًا من خلال إطلاق مبادرات لجمع المساعدات، وقد شملت هذه المساعدات الأثاث المنزلي، الملابس، المواد الغذائية، والمعدات الأساسية لتزويد مراكز الإيواء بما تحتاجه من مستلزمات.

وقالت الإدارة الذاتية إن هذه المبادرات تعكس الروح الجماعية لأبناء المنطقة، مؤكدة على أهمية الدعم المحلي في سد الاحتياجات العاجلة للمهجَّرين.

إعلان التعبئة العامة وتشكيل خلايا أزمة

استجابةً للظروف الطارئة، عقدت الإدارة الذاتية اجتماعًا طارئًا أعلنت خلاله التعبئة العامة، واتخذت سلسلة من الإجراءات تشمل “تشكيل خلايا أزمة لمتابعة شؤون المهجَّرين، توفير الخدمات الإسعافية الأولية والرعاية الطبية العاجلة، تأمين المواد الغذائية الأساسية، الخبز، ووسائل التدفئة، تعزيز التنسيق بين مؤسسات الإدارة الذاتية لضمان استمرارية الدعم.

وأكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا أن الجهود مستمرة لتوسيع نطاق المساعدات، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررًا مثل الرقة والطبقة.

تصريحات قوات سوريا الديمقراطية ودورها في إجلاء المدنيين

في مؤتمر صحفي عقدته القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية يوم الجمعة 6 كانون الأول 2024، أوضح مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، أن القوات فتحت ممرًا إنسانيًا لإجلاء المدنيين من أرياف حلب إلى شمال وشرق سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي.

وأشار إلى أن قسمًا من القوات انسحب من أرياف حلب لتقديم الدعم الإنساني في مناطق الإدارة الذاتية، وردًا على الادعاءات التركية التي تتهم قوات سوريا الديمقراطية بالسعي للتوسع، شدد على أن الهدف الأساسي هو حماية المناطق وحل المشكلات مع تركيا بالطرق السلمية.

وكشف عن وجود وساطات تقودها الولايات المتحدة، التحالف الدولي، وروسيا لخفض التوتر في المنطقة، ولفت إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وهيئة تحرير الشام لإجلاء سكان أرياف حلب، مؤكدًا أن الجهود مستمرة لإجلاء من تبقى في تل رفعت والشهباء.

التحديات والمستقبل

مع استمرار الأزمة، تواجه الإدارة الذاتية تحديات متزايدة تتطلب استجابة شاملة، وتعمل الإدارة على وضع خطط طويلة الأمد لتحسين أوضاع المهجَّرين، بما في ذلك إنشاء بنية تحتية مستدامة في مراكز الإيواء، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية والتعليمية.

ودعت الإدارة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية، مؤكدة أن دعم مناطق الإدارة الذاتية يُساهم في التخفيف من معاناة المهجَّرين وحماية الاستقرار في شمال وشرق سوريا.