لكل السوريين

الملف النووي الإيراني..هل أصبح رهينة تطورات حرب أوكرانيا

تباينت الآراء حول تأثير حرب أوكرانيا، على مفاوضات الملف النووي الإيراني الجارية بفيينا، حيث يرى بعض المتابعين لهذا الملف أن تأثيرها سيكون إيجابياً لجهة تسريع إنجاز اتفاق يرفع العقوبات عن طهران. لتسويق النفط الإيراني بما يساهم في الحد من أزمة الطاقة الناتجة الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو، وإقفال معظم الموانئ بوجه السفن الروسية.

في حين يرى آخرون أن الحرب ستؤثر سلباً على مفاوضات فيينا نظراً لانشغال الأطراف المشاركة بها بما يجري في أوكرانيا وتراجع الاهتمام بهذا الملف في الوقت الراهن.

ويتوقعون أن الغرب سيتشدد بشأن رفع العقوبات عن إيران خشية أن تلتف على العقوبات التي فرضت على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا، خاصة أن الغرب يلوم إيران بسبب موقفها من هذه الحرب، ويرى أطراف في مفاوضات فيينا أن موقف طهران داعم لروسيا.

وكانت مختلف هذه الأطراف قد أشارت بعد أشهر من المفاوضات إلى قرب التوصل لاتفاق جديد، وذكرت أن المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، مع بقاء نقاط تباين عدة من دون حسم.

كما أعلنت إيران أن الاتفاق “في متناول اليد” إذا حسمت الولايات المتحدة أمرها حيال التوصل إلى هذا الاتفاق، وأكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لإنجاز الاتفاق بشكل فوري، في حال “أظهر الغربيون إرادة فعلية”.

لا اتفاقات جديدة

بعد إنهاء تشاوره مع المسؤولين في طهران، وعودة كبير المفاوضين الإيرانيين إلى فيينا، أكدت إيران أن الدول الغربية لم تتخذ القرارات السياسية اللازمة لإنجاز المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده “للأسف، الأطراف الغربية والولايات المتحدة لم تتخذ بعد القرارات السياسية بشأن عدد من القضايا المتبقية”.

وحدد هذه القضايا في مجال “رفع العقوبات، والضمانات، وبعض المزاعم السياسية بشأن برنامج إيران النووي السلمي”.

وأوضح زاده أن المطروح في فيينا هو عودة للاتفاق الأساسي الذي تم إبرامه في العام 2015، وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، وليس من أجل التفاوض على اتفاق جديد.

وشدد على إن إيران “لم تقبل ولن تقبل أي شيء أكثر من التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة”.

كما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن أي اتفاق في فيينا يجب أن يشمل “إلغاء الحظر وتقديم ضمانات صالحة وإغلاق القضايا والمزاعم السياسية”، حسب وكالة الأنباء الإيرانية.

دعوات وتحذيرات

أشارت الصحف الأمريكية إلى أن الدول الغربية سوف تنسحب من المفاوضات النووية مع إيران بشأن إحياء الاتفاق في فيينا في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بأسرع ققت.

وحذر المستشار الألماني خلال مؤتمر ميونخ للأمن، من فشل مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي، داعيا الحكومة الإيرانية إلى تخفيف “حدة موقفها”.

ودعا الرئيس الفرنسي نظيره الإيراني خلال اتصال هاتفي، إلى اغتنام الفرصة لإحياء الاتفاق النووي، وسط تفاؤل غربي بفرص التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الجارية في فيينا.

وألقت الولايات المتحد باللوم على طهران حول التأخير بإنجاز اتفاق خلال المفاوضات الحالية،

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تحذير بلاده من أن “التقدم النووي الذي تحرزه طهران من شأنه أن يجعل المكتسبات الأساسية لاتفاقية 2015 بدون معنى”.

وحذر من أن الولايات المتحدة “مستعدة لمغادرة طاولة المفاوضات إذا أبدت إيران عناداً”.

وأشار إلى أنه في حال إغلاق الباب أمام المفاوضات فإن واشنطن وحلفاءها لديهم “خطة باء” لمنع إيران من حيازة قنبلة ذرية.

يذكر أنه إذا توصلت محادثات فيينا إلى اتفاق، أو تم التسويف والتأجيل تحت أي ذريعة، ومن قيل أي طرف، سيبقى هذا الملف رهينة للتطورات المتسارعة الناتجة عن المواجهة الروسية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بعد أن تصمت أصوات المدافع، وتتوضح أكثر فاكثر ملامح المعركة الاقتصادية الجديدة بين قطب غربي تقوده واشنطن، وآخر شرقي تقوده بكين بالتنسيق مع موسكو، وعلى الأرجح أن تسير طهران بهذا الاتجاه.

وتتوضح أكثر فاكثر ملامح العالم الجديد الذي شكلت الحرب على أوكرانيا الخطوة الأولى لبداية تشكّله.