لكل السوريين

درعا والسويداء.. تحركات شعبية لمواجهة الفتنة

السوري/ السويداء ـ درعا ـ في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها الوجهاء بالسويداء ودرعا لتطويق الموقف المتوتر في ريف السويداء الجنوبي المجاور لبصرى الشام بمحافظة درعا نتيجة للأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وأدت إلى تزايد القلق الشعبي من فقدان السيطرة على هذا الوضع، واحتمالات تحوله إلى قتال بين المحافظتين الجارتين.

قام وجهاء درعا بمبادرة لافتة قد تسهم بتجاوز هذا الموقف المتوتر من خلال بيان موجه إلى محافظة السويداء وهو ما قوبل بارتياح شعبي المحافظة.

درعا تبادر

عقد وجهاء من درعا اجتماعاُ وأصدروا بياناً موجهاً لأهالي محافظة السويداء استنكروا فيه الأحداث الدموية التي جرت بين المحافظتين الجارتين، واعتبروها “ناجمةً عن تراكمات، نتيجة أحداث سرقة وخطف ونهب وسلب واعتداءات مشينة”، مؤكدين أن هذه الأفعال “لا تليق بأعراف وثقافة أهل السهل والجبل”، وأن “أهالي حوران كانوا ومازالوا يرفضون الطائفية بكل أشكالها”.

ونوه البيان بحرص عشائر حوران على العيش المشترك مع محافظة السويداء، وبقناعتهم بقدرة العقلاء من الجانبين على نزع فتيل الفتنة.

وأشار إلى أن أهل حوران مستعدون لمساندة أهل الجبل، والوقوف معهم في وجه أي اعتداء قد يقع عليهم.

واختتم وجهاء حوران بيانهم بالترحّم على أرواح الشهداء الذين قتلوا في المواجهات.

والسويداء تستجيب

ولقد لاقى هذا الموقف المتعقل استحسان وترحيب معظم الأهالي في السويداء، واعتبرته التجمعات الشعبية والمدنية بالمحافظة خطوة مهمة باتجاه منع حدوت فتنة بين المحافظتين، وعبر معظم وجهاء المحافظة وقياداتها الاجتماعية والدينية عن ارتياحهم لما جاء في بيان عشائر درعا، وعقب أحد الوجهاء في المحافظة على ما جاء في البيان بقوله: هذا ما كنا نتوقعه من أهلنا في حوران الذين تربطنا بهم علاقات الأخوة وحسن الجوار والعيش المشترك.

ولكن بعض الفصائل المسلحة في المحافظة رأت فيه محاولة لتبرئة الذي قام بالمجزرة وهو التشكيل التابع للفيلق الخامس في محافظة درعا الذي يقوده أحمد العودة، ويتبع للقوات الروسية في سورية، مشيرة إلى أن تحميل المسؤولية لغير فاعلها قد يساعد على وقوع اقتتال محلي، سواء بين أهالي درعا والسويداء، أو بين أهالي السويداء أنفسهم.

وقالت حركة “رجال الكرامة” في بيان لها: إن إقدام المجرمين على تصفية ستة أشخاص من أبناء القريّا بعد أسرهم يشكل دليلاً قاطعًا لدينا بأن الهجوم لم يكن بهدف الخطف المضاد لتحرير المخطوفين من إخواننا أبناء حوران لدى العصابات المدعومة التي امتهنت الخطف في السويداء.

والعصابات تتعاون

يذكر أن معظم العصابات المسلحة المنتشرة في محافظتي درعا والسويداء تقوم بعمليات الخطف وتبادل المكاسب فيما بينها في ظل حالة الفلتان الأمني السائدة، حيث قامت خلال العام الماضي وحده باختطاف أكثر من 150 شخصاً من أبناء محافظتي درعا والسويداء، وحصلت على أموال طائلة مقابل أطلاق سراحهم.

تقرير/ لطفي توفيق