لكل السوريين

إليك

عزيزتي..

كان ذاك اليوم الأسعد في حياتي. يوم عانقنا الحب بأشرعته، ويومَ طال حديثنا وتشتّت لساعاتٍ وساعات، فكان حديث القلب للقلب.

ويوم كان لنياطِ القلبِ صداه .. ولوحدتك وَحشَتها، ولغربتك تأوّهاتها ونزواتها!!

وأكثر ما حمله ذاك اليوم من فرحٍ حقيقي انتابني، ملأ عليَّ دنياي بضوء بريقه بعد أن كان باهتاً و مظلماً!

وإن كانت علاقتنا قصيرة في أيامها، إلا أنّه تكشّفت لي الكثير من الأسرار، وكأني أعرفُك قبل الولادة.وأنا بطبعي، لا يهمّني جمال المرأة، بقدر ما يهمّني روحها المرحة، ونبل أخلاقها، وأنوثتها، وإنسانيتها، وتواضعها، وكيف تتعامل مع الآخر.

وإن كانت صورتك بعيدة عن عيني، فإنك تعيشين في قلبي، وفي وجداني، وفي خيالي.ومن القلب الذي عشق تلك الحسناء “الرَّقّاوِية” الجميلة.

أقولها:

عرفتُ الآن كيف أختار وجه حبيبتي، وفراستها، ورقّتها، وعناوين صورها.

حبيبتي ..

تظلين بنظري إنسانة كبيرة. طموحة في أحلامها، وفي اختيار كلماتها، التي تخرج من فم رصين. معبّرة، خجولة، كالرمح.. لتنغرس في صدر محبوبها حتى تدميه..!!

وأرقى بسحر عينيك، وأتوه بين أحضانك، وأتلمس وجنتاك المترعتين نضجاً. وقدّك الليّن الذي يهوى الحرية .. ويهوى الحب. وأنتِ كما أنت،ِ تظلّين مجبولة بماءِ الفرات النَمْير، وترابه، ورياحينه، ووروده اليانعة المبهجة.

و(عشقناكم.. مثل ما يعشق النعناع روحه، وريحته، وطينه)!.

حبيبتي..

إليك أكتب .. يا أجمل الجميلات.

إلى تلك الأصيلة بتاجها، الأنيقة بطلّتها، الحبيبة بخلجان قلبها، الكريمة بعطائها، وبابتسامتها الموردة.

إلى تلك الحبيبة العاشقة. الأليفة، المتفردة بانوثتها، الوفية بمكرماتها.

والى خاطر عيونكِ..بروعتها، ونظارتها..

وإلى شفايفك المبهجة، الخجلى..

وإلى كل ما فيك من أنوثة، رقّة، أناقة، وداعة.

وإلى كل ذلك أقول:

أحبّك من القلب الذي التقاك يوماً بعد أن افتقدك في زمن العهر والضياع والرذيلة!

أنتِ، أيتها الرائعة بابتسامتها، وذوقها، وآهاتها، وصرخاتها المدوّية، وصوتها الدافئ، وأحلامها الضائعة.

وإلى تلك الدموع الحرَّى، وإلى ذاك العشق الخالد الذي ملأ دنيانا بهاءً، وحيويةً، وعذوبةً.

إليكِ، في وحدتكِ، أزفُّ كلماتِ الوفاءِ، والأمان، والتحيّة.

عبد الكريم البليخ