لكل السوريين

في إدلب فقط.. يضيع الرضيع في الوحل، ويطفو النائم على مياه الأمطار

إدلب/ عباس إدلبي ـ

“في إدلب فقط تفقد الأم طفلها الرضيع بين الوحل، في إدلب فقط تتعالى صيحات الأطفال قهرا في كل فصل من فصول السنة، في إدلب فقط يموت اثنا عشر طفلا في الشهر نتيجة البرد والصقيع، في إدلب فقط تسرق المساعدات الأممية وتخزن في المستودعات تمهيدا لبيعها، في إدلب فقط تموت الإنسانية وتخفت أصوات جهابذة الحرية ومدعي حقوق الإنسان”، هذه الجمل التي اجتمعت على ألسنة كل قاطني مخيمات إدلب بعد الفاجعة الأخيرة التي سببتها الأمطار الغزيرة.

مأساة حقيقية يمر بها سكان الخيام من القاطنين في المخيمات في إدلب شمال غرب البلاد، فآلاف الخيام اُقتلعت الخيام وجرفتها السيول، وأصبح الآلاف مهجرين، منتظرين عصا سحرية تنهي آلاف عشر سنوات.

مثل أي باحث عن الحقيقة، هرعنا باتجاه مخيمات الشمال على الحدود التركية لنكون شهود تلك المأساة المروعة، وتحديدا مخيم (صابرون) في شمال غرب مدينة معرتمصرين، حيث القهر ودموع الأطفال وصيحات النساء سيد الموقف، وقد شاهدنا الخيام المنجرفة والتي جرفت معها كل ما يملك أصحابها، وجرفت معهم ذكرياتهم التي أخرجوها معهم.

أم نزار إحدى النسوة التي تحدثت لمراسلتنا بحرقة قلب موجهة ندائها لكل من يملك ذرة من الإنسانية، وخاصة منظمات المجتمع المدني التي هي الأخرى كان لها الدور في استمرار معاناة سكان المخيمات والإهمال المتعمد من قبلها، ليكون الرد بالوعود بتقديم الدعم.

رئيس المجلس المحلي في البلدة القريبة من المخيم، رفض الكشف عن اسمه كاملا، يقول ” المسؤولية الكاملة تتحملها كل من حكومة الإنقاذ والمنظمات المعنية بشؤون النازحين، وخاصة التي تعنى بالدعم السريع”، منتقدا التقصير المخزي تجاه سكان المخيمات”.

أما مدير المخيم، والذي عبر عن استياءه للصمت العالمي المريب تجاه ما يحصل في تلك المخيمات، فقال “لم نع نريد خيام جديدة، نطالب بعودة آمنة لبيوتنا، نحمل الحكومة التركية وقوات النظام مسؤولية ما يحدث في المخيمات، ونطالب الجميع بإيجاد أي حل يفضي بحل مشكلتنا، الأمور أصبحت قاهرة”.

وهطلت الأسبوع الماضي أمطارا غزيرة غطت كامل الجغرافيا السورية، وكانت الأشد غزارة في محافظة إدلب، حيث تجاوز الـ 70 ملم في بعض المناطق شمال غرب البلاد.

وأغرقت الأمطار ما يقارب 90 مخيما، وتعرض معظمها لدمار هائل، ووصلت الخسائر للأرواح البشرية، حيث حصدت بيوم واحد أرواح 12 شخصا في مخيم صابرون شمال المحافظة.

ويقطن في محافظة إدلب أكثر من 3 مليون نسمة بحسب المفوضية الأممية لشؤون النازحين، وأدت العملية العسكرية التي شنتها القوات الحكومية بدعم الطيران الروسي لنزوح قرابة الـ مليون ومئتي ألف شخص بحسب المفوضية والمرصد.