لكل السوريين

“تمثال الشهداء” يثير جدلاً واسعاً في حلب… إزالة مقصودة أم حدث عرضي

أثار سقوط “تمثال الشهداء” في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب، مساء الأربعاء، موجة جدل وغضب في أوساط السوريين، بعد انتشار واسع لمقطع مصوّر يوثق لحظة تحطم الجزء العلوي من التمثال أثناء محاولة نقله باستخدام رافعة وكابلات معدنية.

الفيديو الذي أظهر انكسار التمثال وسقوطه على الأرض، أثار استياء ناشطين اعتبروا ما حدث “إهانة” لرمز فني وتاريخي يحمل بعداً معنوياً في الذاكرة الجمعية لأهالي حلب، مشيرين إلى غياب المهنية في عملية النقل، وسط اتهامات بأن ما جرى ليس مجرد خطأ تقني بل محاولة متعمدة لإزالة التمثال في إطار تغيير الهوية البصرية للمدينة.

في المقابل، أصدرت مديرية الآثار والمتاحف في حلب بياناً توضيحياً أكدت فيه أن نقل التمثال تم بهدف حمايته من التآكل والزمن، وأنه سيخضع لعملية ترميم على يد مختصين، مضيفة أن إزالة التمثال جاءت ضمن أعمال صيانة وتجهيز للساحة العامة التي نُصبت فيها شاشة ضخمة تغطي جزءاً من المشهد البصري.

ورغم التوضيح الرسمي، شكّك كثيرون في دوافع إزالة التمثال، خاصة بعد تداول صور أظهرت بقاء التمثال محطّماً في موقعه، ووسط مطالبات شعبية بفتح تحقيق في ملابسات ما جرى ومحاسبة الجهات المسؤولة.

وتشير معلومات سابقة إلى أن مخططات تأهيل ساحة سعد الله الجابري الجديدة لم تتضمن وجود التمثال، ما اعتبره البعض دليلاً على نية مسبقة لإزالته، بالتزامن مع انطلاق حملة “لعيونك يا حلب” الهادفة إلى تجميل المدينة.

يُذكر أن “تمثال الشهداء”، المعروف أيضاً باسم “أم الشهيد”، هو من أعمال النحات السوري عبد الرحمن مؤقت، وقد أُنجز عام 1985 من الحجارة الحلبية الصفراء. ويُعد من أبرز المعالم النحتية في المدينة، ويجسد تكريماً لضحايا الحروب، محتلاً مكانة خاصة في وجدان سكان حلب وزوارها.

وأثار صوت مرافق في أحد مقاطع الفيديو وصف التمثال بـ”الصنم” مطالباً بإزالته، مزيداً من الجدل حول الدوافع الثقافية أو العقائدية الكامنة وراء الحادثة، في ظل توتر دائم بين التصورات المدنية والدينية للفضاء العام في سوريا.

- Advertisement -

- Advertisement -