لكل السوريين

غلاء المعيشة يدفع طرطوسيات لامتهان “الكروشيه والتطريز”

طرطوس/ أ ـ ن 

لا تزال نساء من محافظة طرطوس تعتمدن على الفنون النادرة للحصول على مصادر دخل تساعدهن في مجابهة بعض الأعباء التي باتت تثقل كاهل أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

ومع أن فنون الكروشيه والتطريز باتا من الفنون النادرة على عكس السابق إلا أن الكثير من النساء في محافظة طرطوس بتن في الآونة الأخيرة تلجأن لهذين الفنين علهن يجدن ما يؤمن لهن ولو جزء بسيط من الدخل المادي المتواضع الذي يتقاضاه الأهالي في المحافظة.

وحول هذا، التقت مراسلتنا، بالسيدة ربا صاحبة الـ 43 ربيعا، والتي قالت “أعمل في هذا الفن منذ 15 عاما، وهو فن الكروشيه، وهو عبارة عن لف الخيط بإبرة صغيرة، وهي عبارة عن إبرة لها شكل معكوف نسيمها السنارة، ولها مقاسات مختلفة، وعبرها نقوم بنسج الخرز في الألبسة والأقمشة”.

وتضيف “في الحي الذي أقيم فيه كنا أنا وجارتي فقط من نحتكر هذه المهنة، لكن هناك إقبال في الآونة الأخيرة من قبل النساء ومن قبل شابات حتى، أعتقد أن الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعيشه سوريا بشكل عام جعلهن تلجأن لهذا الخيار”.

وتردف “كان في السابق عبارة عن فن تمتهنه هاويات، لكن الآن بات بمثابة باب رزق للكثير من النساء، ومع أنه يعتمد على الخبرة والمهارة إلا أن الكثير من ممتهناته الجدد قد تعلمن أساسياته”.

أديبة، شابة في الثلاثين من عمرها، أوضحت أصوليات هذا الفن، فقالت “يخلط الناس كثيرا بين فن الكروشيه والحياكة حيث يتشابه الاثنان في التقنيات التي تستخدم في الشغل، فهما يستخدمان الصوف لإنتاج المشاريع ويستطيع الشخص التميز بين الحرفتين عن طريق النظر إلى الأدوات المستخدمة في كل منهما، فإذا كان الشخص يستخدم السنارة فإن ذلك يسمى فن الكروشيه أما إذا كان يستخدم الشخص في عمله إبرتي حياكة مدببتين أو دائريتين فهذه تسمى الحياكة”.

وتضيف “تصنع سنانير الكروشيه من الألمونيوم لكنها متوفرة أيضاً من البلاستيك أو الخيزران والخشب وخاصة الأحجام الكبيرة”.

وتشير إلى أنها تعلمت هذه المهنة في معهد خاص للأعمال الحرفية في مدينة جبلة منذ أكثر من (١٥) سنة، وحصلت على شهادة خبرة وامتياز بالشغل.

وفي الأعوام السابقة باعت أديبة الكثير من المشغولات التي كانت قد جهزتها في بعض محلات الألبسة في أرياف وأحياء مدينة طرطوس، وكانت تتقاضى لمرابح جيدة على عكس الوضع الحالي الذي قلت فيه المرابح حيث نسبة إقبال الزبائن قد قلت بشكل كبير حسبما أشارت.

واختتمت “أما هذه السنة انخفضت نسبة البيع بشكل كبير بسبب غلاء الصوف والحرير غير الطبيعي والقطن، لذلك يكون عملي الخاص حسب الطلب ورغبة الزبونة بنوع المادة المستخدمة في العمل، عملي يشمل جميع الأعمار للإناث والذكور والأطفال”.