لكل السوريين

محافظة السويداء.. ساحة الكرامة تودّع أول شهيد والمحتجون متمسكون بسلمية حراكهم

شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء مظاهرة حزينة شاركت فيها وفود عديدة قدمت من مختلف مناطق المحافظة وأريافها.

وبدأت المظاهرة الاحتجاجية المركزية هذا الأسبوع بقراءة الفاتحة على روح أول شهيد من الحراك الشعبي السلمي شاركت فيها الجموع الغفيرة التي وقفت دقيقة صمت حداداً على الشهيد.

واتشحت الساحة بالسواد، وبمشاهد الحزن على وجوه المتظاهرين الذين حملوا صور “شهيد الواجب” جواد توفيق الباروكي الذي قتل قبل يومين برصاص قوى الأمن في محيط صالة السابع من نيسان التي تتواجد فيها اللجنة المكلّفة بعمليات التسوية الأمنية في المحافظة، ونفّذ أمامها محتجون وقفة احتجاجية على عودة عملية المصالحة.

وهتف المحتجون للحرية، ولتطبيق القرارات الدولية الداعية إلى الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، وحملوا لافتات تؤكد على تمسك الحراك بسلميته، وتندد بالعنف وتطالب بمحاسبة مطلقي النار على الشهيد من قوى الأمن وفق القانون.

قلق وتوتر

شهدت مدينة السويداء ليلة من التوتر والقلق البالغ، على وقع سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت مراكز وحواجز أمنية، وثكنات عسكرية، ومقرات لحزب البعث.

ولم تسفر هذه الهجمات عن سقوط خسائر بشرية، ولكنها تسببت بأضرار مادية في شقة سكنية بالقرب من صالة السابع من نيسان بمدينة السويداء ونجا سكانها بأعجوبة.

وامتدت الهجمات إلى مدينة شهبا شمال المحافظة، حيث استهدف المسلحون حاجزاً أمنياً قرب المدينة.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي يعتقد أنها جاءت في سياق ردود الفعل على حادثة إطلاق النار من قوات الأمن على متظاهرين سلميين، ما أودى بحياة شخص، وإصابة آخر بجروح طفيفة.

وأثارت هذه الهجمات استهجان معظم المواطنين، وتساؤلاتهم حول الهدف من هذه التصرفات وحول من يقف خلفها، واعتبرها العديد منهم محاولة لإثارة المزيد من الخوف بين المواطنين.

تشييع الشهيد

غصّت ساحة استقبال التعازي وتأبين الموتى في مدينة السويداء، بمئات المشيعين للشهيد الذي قضى برصاص قوى الأمن خلال مظاهرة سلمية.

وحضر مراسم التشييع عدد كبير من الفعاليات الدينية والاجتماعية ومن محتجي ساحة الكرامة وتيارات سياسية من قوى المعارضة المدنية والمئات من أبناء المدينة.

وبعد انتهاء مراسم التأبين انطلق مئات المشيعين في مظاهرة غاضبة جابت شوارع المدينة، وردّد المشيعون خلالها شعارات تطالب بتطبيق القرارات الأممية التي تنص على الانتقال السلمي للسلطة، وتطالب بمحاسبة مطلقي النار على الشهيد.

وبعد انتهاء المظاهرة، استهدف مجهولون صالة السابع من نيسان بقذيفة صاروخية هزّ صوت انفجارها مدينة السويداء، وتسببت بأضرار مادية محدودة في الصالة التي عادة ما تكون خالية في مثل هذا الوقت، باستثناء يومي الأحد والأربعاء حيث تتواجد فيها اللجنة المكلفة بعملية التسوية.

وأثارت هذه الحادثة أيضاً، استهجان وتساؤلات الأهالي حول الهدف منها، من يقف خلفها.