لكل السوريين

تصاعد حمّى التسلح في تركيا.. خدمة لأوهام العثمانية وأحلام الوطن الأزرق

تقرير/ محمد الصالح

بغطرسته المعهودة، قال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، إن قواته موجودة في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق المتوسط، وأكد أنها ستستمر في البقاء هناك.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، أضاف أردوغان “سننتزع حقوقنا المشروعة وسنقوم بأعمال التنقيب في كافة بحارنا، لا سيما شرقي المتوسط ومحيط قبرص”.

وفي سوريا تستمر تركيا في إبقاء قوات من جيشها المحتل في الشمال السوري، وتواصل إرسال أرتال عسكرية جديدة إلى مدينة إدلب وريفها، حيث وصلت مئات منها تضم عربات مدرعة ومعدات عسكرية ولوجستية خلال الأشهر الماضية.

وفي تعليقه على اختبار صاروخ تركي جديد، أعلن أردوغان، نجاح اختبار صاروخ “أطمجه” المضاد للسفن.

وأشار إلى أن الصاروخ الذي وصفه بـ “السيف الفولاذي للوطن الأزرق”، تمكن من إصابة  هدفه قبل إدراجه ضمن ترسانة الأسلحة التركية.

حلم الوطن الأزرق

بوصفه للصاروخ الجديد بـ “السيف الفولاذي للوطن الأزرق”، يؤكد رئيس النظام التركي مجدداً على أطماعه في نهب ثروات البحار المحيطة بتركيا، كما يتعمد التذكير والتركيز على فكرة الوطن الأزرق التي أعلنت في شهر شباط عام 2019، عندما أطلقت القوّات التركية أكبر مناورات عسكرية في تاريخ بحريتها، وحملت رسمياً اسم “الوطن الأزرق”، ولم يكن هذا الاسم مألوفاً آنذاك، والمقصود به لم يكن معروفاً.

وسرعان ما جاء توضيح هذا الاسم والمقصود به، في الشهر التالي مع ظهور أردوغان بمؤتمر صحفي على هامش هذه المناورات، وخلفه خريطة كتب عليها بالتركية “الوطن الأزرق”.

ويشمل مناطق في البحار المحيطة بتركيا، البحر الأسود، وبحر مرمرة، وبحر إيجة، والبحر المتوسط، وتبلغ مساحته ما يعادل نصف مساحة تركيا.

ورغم ظهور هذا الاسم في ذك التاريخ، إلّا أنه يعود إلى العام 2006، حين طرحه لأول مرة مدير قسم التخطيط بالبحرية التركية آنذاك، مشيراً إلى مناطق السيادة البحرية التركية المعلنة، وغير المعلنة.

حمّى التسلح

لتنفيذ أطماع رئيس النظام التركي، وتحقيق أوهامه العثمانية، تتسارع عمليات تصنيع السلاح في تركيا، وهذا ما ألمح إليه نائبه في كلمة له خلال مراسم نظمتها رئاسة الصناعات العسكرية التركية بالعاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى الـسنوية لتأسيسها.

ونقلت وكالة الأناضول عن أقطاي قوله إن بلاده في وضع يمكّنها من تلبية احتياجاتها العسكرية بإمكانات محلية، فضلا عن تلبية “طلبات الدول الصديقة والحليفة”.

وزعم أقطاي أن تركيا “باتت من بين الدول العشر في العالم التي يمكنها تصميم وبناء وصيانة سفنها الحربية الخاصة، فضلا عن مركبات الدفاع البرية”.

كما أشار إلى أن أنقرة خفضت اعتمادها على الخارج في هذا المجال من سبعين، إلى أقل من ثلاثين بالمئة.

وأكد أن تركيا ستواصل جهودها دون توقف أو كلل، حتى تحقق الاكتفاء الذاتي مئة بالمئة.

وذكر أن عدد مشاريع الصناعات العسكرية ارتفع من 62 إلى 700، وأن 350 مشروعاً جديداً تم إطلاقها في السنوات الخمس الماضية.

أطماع قديمة ومتجددة

الأطماع التركية في سورية ودول المنطقة ليست جديدة، أو مرتبطة بما يجري حالياً على الساحة السورية كما يزعم النظام التركي، ولكنها موجودة منذ القدم، وتهدف إلى التوسع على حساب الأراضي السورية، والأقطار الأخرى، بهدف إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة.

وقال الرئيس التركي سليمان ديميريل آنذاك إن الجيش التركي سيصل إلى دمشق خلال ساعات.

ومع بداية الأزمة السورية عام 2011، بدأت تركيا بوضع خطط للتوسع في الشمال السوري، إلى أن نفذت عام 2016 عملية ما يسمى درع الفرات ضد تنظيم داعش، كما زعمت. واحتلت مساحات واسعة من الشمال السوري تحت هذه الذريعة.

واستمرت عملية التمدد التركي لتصل إلى إدلب، بعد تسليم مدينة حلب نهاية العام 2016 إلى روسيا والميليشيات الإيرانية، مقابل التوسع في بناء التحصينات في ريفي إدلب وحماة التي بقيت تحت السيطرة التركية.

وما يزال النظام التركي يخلق الذرائع والمبررات لاستمرار احتلاله لهذه المناطق، وتشبثه فيها، ومحاولاته المستمرة لتتريكها.