لكل السوريين

بعد أربع سنوات على التحرير.. أهالي الرقة: “كأن مدينتنا لم تدخل حربا”

الرقة/ أحمد سلامة

أجمع عدد من أهالي مدينة الرقة “المحررة” على أن المدينة بعد عامها الرابع من التحرير تعد الملاذ الآمن لكل السوريين، ومقصدا للفارين من جحيم الحرب في السنوات الماضية، معتبرين أن ما شهدته من دمار كبير جعل الكل يعتقد أنها لن تنهض مجددا، لافتين إلى أن المدينة الآن لا توحي بأنها خارجة من حرب مدمرة.

وتشهد مدينة الرقة في شمال شرق سوريا نهضة كبيرة في السنوات الأربعة الماضية، التي مضت على تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

وأصبحت في حركة رقي وتطور في الأعوام السابقة، نتيجة الاصلاحات التي ركزت على البنى التحتية والمؤسسات العامة فيها بحسب ما أكده أهالي المدينة الذين واكبوا مراحل نهضة المدينة.

وأدت الحرب التي دارت في المدينة لدمار كبير طال قرابة 80% من الأبنية بحسب تقارير، في حين أن البنى التحتية كانت قد تدمرت في فترة سيطرة فصائل ما كانت تعرف بـ “الجيش الحر” في بداية الأزمة في البلاد.

وبعد مرور أربع سنوات على تحرير المدينة، تغير واقعها بالكامل من سنة إلى سنة، من خلال إعادة تفعيل دور المؤسسات والإدارات، التي بدورها قامت بهيكلة وتنظيم البنى في المناطق المدمرة، من خلال تأسيس “مجلس الرقة المدني” الذي بدورها أعاد عمل الدوائر المدنية.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 23 من أكتوبر في العام 2017 تحرير المدينة بشكل كامل وتطهير أحيائها من سيطرة إرهابيي داعش.

وفور التحرير باشرت اللجان التابعة للمجلس المدني بالعمل على إعادة الحياة للمدينة المنكوبة، وخلال فترة وجيزة عاد عدد كبير من أهالي المدينة لها، وشهدت تدفقا كبيرا من قبل النازحين من كل المحافظات السورية، سواء الفارين من مناطق الحكومة السورية أو من الانتهاكات التي يرتكبها مرتزقة الجيش الوطني في المناطق المحتلة في الشمال.

وبدأ عمل تلك المؤسسات من خلال تشكيل “لجنة التربية” التي قامت ببناء المدارس المتضررة من جراء الحرب، وافتتاح مدارس جديدة لتتقدم عجلت التعليم في المدينة بعد سنوات من الجهل والتخلف، ليبصر العلم فيها من جديد، وكذلك هو الحال لمؤسسات “المياه _الزراعة _الكهرباء”.

وبهذا الصدد قامت “السوري” بجولة داخل مدينة الرقة، لأخذ أراء الأهالي عن التطورات خلال السنوات الماضية، ودرجة التقدم من سنة لأخرى في ظل الظروف الراهنة، فكان لنا لقاء “أسعد الناصر” وهو من أبناء مدينة الرقة “حي الدرعية” حيث قال: “إن الايام السابقة في ظل حكم تنظيم داعش بأنها هي الأصعب في حياته”.

ويتابع “ولكن بعد التحرير من قبل قوات سوريا الديمقراطية شهدت المدينة اختلاف كبيرا من حيث الأمن والأعمال الخدمية، وأخص بالذكر من الناحية التعليمة وقدرة الأطفال للذهاب إلى المدرسة، ومحو أميتهم التي أثرت سلبا على ممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي مثل أي طفل”.

وأكد “حمد العبد” وهو من سكان حي النهضة، بأن الواقع الخدمي في المدينة بات أفضل بعد أربع سنوات، فقد تم إعادة تأهيل التيار الكهربائي في المدينة، وتشغيل الإنارة في الشوارع الرئيسية، وتعبيد الطرق وتشيد الحدائق العامة”.

ويتابع “ما تعيشه المدينة من تطور على كافة النواحي لا يعكس أن المدينة خارجة من حرب مدمرة، فقد كانت أشبه بمدينة أشباح، ولكن اليوم باتت مقصدا لكل السوريين، نظرا للأمان الذي تتحلى به المدينة”.

وأضاف حمد “القطاع الصحي أصبح على نحو مميز من الاهتمام، من خلال جلب أجهزة حديثة للمشافي وبناء مستوصفات عدة، ووجود الكثير من جمعيات رعاية المرضى، ومنها وفي الفترة الأخيرة مبنى “العيادات الشاملة”.