لكل السوريين

امرأة ريفية تتحدث عن جهود المرأة في العمل الزراعي، وتناشد الدعم للمشاريع النسوية

الرقة/ مطيعة الحبيب   

تتولى المرأة الريفية مهمة عملها في الزراعة سواء كانت مالكة للأرض أو عاملة بالأجر، ليس بجديد عليها، فمند القدم المرأة هي أساس إنجاح المحصول الزراعي، وإذا أمعنا النظر إلى حياة المرأة الريفية نجد أنها أول من يستيقظ في الصباح الباكر وآخر فرد في الأسرة تنام.

ناهيك عن عمل المنزل ورعاية الأطفال التي تتطلب منها يوميا وتحسين الوضع المعيشي لأسرتها ومجتمعها، ولا شك بأن الدور التي تقوم به المرأة الريفية من أهم الأدوار التي تبرهن للعالم أجمع أنها تفوق عمل الرجل.

هذه الجمل المذكورة آنفا، جسدتها خديجة العلي، بنت الـ 50 ربيعا، من قرية الكسرات، بريف الرقة الجنوبي، التي التقت بها مراسلتنا، وجرى بينهما الحديث عن دور المرأة في مجابهة أعباء الحياة.

وتقول خديجة “المرأة في ريف وطنها تهدر وقتها في الاهتمام والعمل في مجال الزراعة لها طابعها وعاداتها الخاصة، التي تختلف عن باقي مجالات عمل المرأة في المجتمع”.

وتضيف “يبدأ عملنا على شكل ورديات من الصباح الباكر إلى فترة الظهيرة، ومن ثم تبدأ وردية أخرى من الساعة الواحدة ظهرا إلى الساعة السادسة مساء في التوقيت الصيفي، الأجر اليومي نتقاضاه في الساعة حيث يصل إلى ألف وخمس مائة ليرة سورية تقريبا، عدد العاملات يصل إلى عشر عاملات من النساء فقط، نادرا يتواجد معنا عنصر من الرجال يعمل معنا في الحقل”.

وتتابع “موسم الصيف موسم عمل ونشاط وانتاج وعطاء، يكون عملنا فيه مضاعف كونه موسم الخضار والفواكه والمونة التي تقوم أغلب النسوة بتخزين ما يلزم لفصل الشتاء عن طريق الطريقة القديمة، ألا وهي التجفيف، يبدأ عملنا من الصباح الباكر على قطف الخضار والفواكه الموسمية وتعبئتها وتسويقه إلى الأماكن المخصصة لبيعها للتجار”.

وتكمل “نواجه بعض الصعوبات أثناء العمل، من خلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على عملنا، حيث أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأمين لقمة الخبز أصبحت صعبة، فكل هذه الأمور تقع على كاهل المرأة، إلا أننا رغم ذلك لا زلنا نساهم في أن تكون المرأة حارسة للقيم الاجتماعية التي تساهم في تثبيتها في عملها، وصلة قوية بينها وبين مجتمعها، ولها التأثير الأول والتثنية الاجتماعية لأبنائها، رغم نقص تعليمها إلا إنها بفضل ساعدها استطاعت إنجاب الطبيب والمهندس”.

تستطرد “عملنا اليوم في الزراعة دون مساهمة الرجل يساهم بشكل بناء في رفع اقتصاد البلد، وازدياد دخل الأسرة وتحسين الإنتاج الزراعي، نعم هذه العمل شاق ومتعب أحيانا، إلا أننا نثبت لمجتمعنا بأننا نستطيع أن نساهم في بناء وتحظير ومجمعنا دون مساندة الرجل، وأن إرشاد وتوجيه وتقديم يد العون للمرأة الريفية العاملة في مجال الزراعة وتثقيفها يكسبها مهارات لازمة لها كقوة بشرية”.

وتختتم “إنه يخلق عندها الوعي الزراعي الضروري للمرأة كطرف له الرأي في طرق الاستغلال الزراعي ووسائله، وكقوة يستعان بها في اقناع الزوج أو الأب أو الأخ بما يحققه زيادة في دخل الأسرة ويصل بها إلى الاستفادة من هذه الزيادة في تحسين مستوى المعيشة”.