لكل السوريين

مقربون من الأسد يعتمدون على علاقاتهم للهروب من سوريا

أدى فرار بشار الأسد المفاجئ من سوريا باتجاه روسيا إلى حالة من الإرباك بين قيادات أجهزته الأمنية والمؤسسة العسكرية التابعة لجيشه، مما دفعهم إلى اتخاذ قرارات سريعة ضمن الخيارات المتاحة للحفاظ على سلامتهم، بالتوازي مع وصول فصائل عملية “ردع العدوان” إلى العاصمة دمشق في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وأفادت مصادر أمنية بأن الأسد لم يبلغ القيادات الأمنية المقربة منه بنيته الهروب، بمن فيهم اللواء كفاح ملحم مدير الأمن الوطني، حيث حاولت هذه القيادات التواصل معه عندما دخلت الفصائل إلى دمشق، -لكنها لم تتمكن من الوصول إليه.

وفقاً للمصادر، فإن العديد من القيادات الأمنية، مثل كفاح ملحم وحسام لوقا، وقيادات بارزة في الجيش، فضلوا الهروب إلى لبنان فور تأكدهم من انهيار جيش النظام، معتمدين على علاقاتهم مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية وما تبقى من نفوذ حزب الله اللبناني.

ومن غير المستبعد أن تبقى شخصيات أمنية مؤثرة في الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل وجود توجه روسي لزيادة نفوذها عبر تأسيس شركات أمنية. وبالتالي، من المحتمل أن تلعب هذه الشخصيات أدواراً لصالح روسيا، وتحافظ في الوقت ذاته على وجودها بالقرب من سوريا.

وترجح مصادر أن تستمر روسيا في الاعتماد على هؤلاء الضباط في مهمات داخل ليبيا أو إفريقيا، خاصة وأن قوات حفتر تحتاج إلى مزيد من التدريب والتنظيم، كما أن موسكو بحاجة إلى العنصر البشري لاستكمال بناء الفيلق الإفريقي الذي حل مكان شركة “فاغنر” بعد مقتل زعيمها.

وحتى قبل سقوط نظام الأسد، تولى مستشاره للشؤون الأمنية علي مملوك مهمة التنسيق بين جيش النظام السوري وقوات حفتر، بتكليف مباشر من روسيا، هذا التنسيق منح مملوك امتيازات إضافية أدت في بعض الأحيان إلى توتر علاقته مع الأسد، بينما استقر مملوك لفترة من الزمن في ليبيا منتصف العام الجاري، قبل أن يعود إلى سوريا مجدداً، ويرجح أن مملوك موجود حالياً في بغداد وسيتنقل بينها وبين بنغازي.

مع تساقط المناطق المختلفة بيد فصائل “ردع العدوان” وقوات الجيش الوطني السوري، وجدت العديد من القيادات العسكرية والأمنية في العراق خياراً وحيداً خاصة تلك المنتشرة شرق سوريا، أو المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وفي صباح 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وصل أكثر من نحو ألفي جندي وضابط من قوات النظام السوري إلى الأنبار العراقية يحتمل أن يكون بينهم شقيق الرئيس السوري السابق ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران، واستقر هناك إلى منتصف الشهر ذاته قبل أن يغادر إلى موسكو، بموجب تنسيق بين الحكومة العراقية التي تحاول عدم استفزاز القيادة الجديدة من خلال استضافة شقيق الأسد.

من جهة أخرى، فضل الآلاف من منتسبي الأجهزة الأمنية والجيش من الرتب الصغيرة والمتوسطة البقاء في سوريا، سواء في مناطق الساحل، أو في بعض مناطق العاصمة دمشق، مع التزامهم بالبقاء في منازلهم بعد حصولهم على تطمينات روسية بالتواصل مع الجهات الدولية الفاعلة في سوريا لضمان عدم حدوث أعمال انتقامية بحقهم.