لكل السوريين

إدارية في مسد: “تركيا تريد قضم المزيد من سوريا، ومتطلبات المرحلة تستوجب حوار سوري ـ سوري جدّي لتجنيب السوريين الكارثة”

اعتبرت الإدارية في مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية ضبية الناصر أن الهدف التركي من تهديده بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا تكمن في قضم المزيد من الأراضي السورية، لافتة إلى أن متطلبات المرحلة تستوجب القيام بحوار جدي سوري ـ سوري يضمن سلامة البلاد ويجنب السوريين كوارث جديدة.

وأجرت صحيفتنا حوارا مع الإدارة في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية، ضبية الناصر، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

في ظل المرحلة الحالية ووسط تهديدات الاحتلال التركي بشن عملية عسكرية ما هي متطلبات المرحلة حتى يتجنب السوريين كارثة أخرى؟

المرحلة الراهنة هي رهان على مدى تماسك مكونات شرق وشمال سوريا مع الإدارة الذاتية، ويدل على أن التهديدات التركية مهما كانت أسبابها المعلنة فإن أسبابها الحقيقية تكمن في العمل على قضم أراضي جديدة من الشمال السوري، يحقق لربما للنظام التركي شكل جديد للتفاوض والمقايضة.

اليوم تركيا في عام 2021 هي ليست كما كانت عليه في عام 2019، وإن قامت تركيا بترجمة هده التهديدات ستكون هناك مواجهة لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك روسيا، فكلاهما مرتبطتان باتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية، وهذه القوات التزمت باتفاقياتها معهما فيما يخص تركيا، لذلك هذه الهجمات هي هجمات لا تمتلك المبررات الكافية لحصول هجوم كما فعلت تركيا سابقا في 2019 وقبلها.

لكن هذا يسبب هلع لأهلنا في شمال وشرق سوريا، وخصوصا أن الكوارث الانسانية التي سببتها الهجمات السابقة ماثلة أمام أعينهم إلى الآن، ونعاني الكثير من قيام تركية بهذه الاحتلالات.

طبعا لم تحقق تركيا من خلال هده الاحتلالات ما يسمى المنطقة الآمنة التي ادعت أنها تريد إيجادها، فكل الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها لا تنعم بالأمان في ظل الفصائل الاتكالية وممارساتها بحق سكان المنطقة.

على ما يبدو أن روسيا هذه المرة تبدو أكثر جدية تجاه كبح جماح تركيا، كيف ترين المشهد؟

حسب المشهد المتعارف عليه فأن المتحرك التركي يحتاج لغطاء روسي وأمريكي، وقبل أيام عرفنا الموقف الأمريكي بعد لقاء اردوغان مع بايدن في روما، أما الموقف الروسي نلاحظه من خلال القيام بمناورات عسكرية مشتركة في المناطق التي يهددها الأتراك، إضافة لوصول مقاتلات روسيا حربية لمطار القامشلي، وهذا يقرأ منه أن روسيا مستعدة لمواجهة تركيا في حال لم تنسق معها بشكل المطلوب.

الكل يعلم أن ما يحدث في أي مكان في الشرق الأوسط يكون بتخطيط أمريكي، هل يمكن تفسير المرحلة الحالية في سوريا بأنها رضى أمريكي عما يدور خلف الكواليس؟

لسنوات عديدة مضت كانت أمريكا هي التي تضع الخطط وتحرك العالم كما لو أنه رقعة شطرنج، تحرك أمريكا أحجارها كيف ما تشاء، لكن اليوم هناك عدة أقطاب.

لا شك أن أمريكا لا تزال لاعب رئيسي بينها، لكن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة هي مصالح استراتيجية لا يمكن أن تفرط بها إلا في حال توافر قوى تحقق تلك المصالح، وهذه القوى غير موجودة، وخاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية هي الحليف الوحيد الذي أثبت جدارته في مكافحة الإرهاب الداعشي الذي يتغذى من تركيا.

التهديد الداعشي لم ينته بعد، وأمريكا وروسيا هما القوتان الفاعلتان والمؤثرتان على الأرض السورية، ولذلك لابد من تنسيق عالي بينهما، وإن اختلفت المصالح بينهما يبقى القضاء على الإرهاب هدف الجميع.

جغرافيا، تحتل تركيا ضعفي مساحة لبنان في سوريا وتبحث عن احتلال آخر، على ما يدل السعي التركي؟

النظام التركي دائما يتشدق بأجداده العثمانيين، وأساس الإمبراطورية العثمانية طبعا القائم على احتلال الأراضي والسيطرة عليها عسكريا، وهذا الذي يحدث اليوم يترجم الطموح الاردوغاني بإعادة أمجاد تلك الإمبراطورية البائدة التي لم تقدم شيء للبلاد التي قامت باحتلالها سابقا، وكل البلاد التي دخلتها تركيا كانت لتوسيع نطاق احتلالها.

الكل يحاول إظهار الإدارة الذاتية بمظهر الساعي لإرضاء دمشق بأي شكل من الأشكال، هل يمكن اعتبارها حربا نفسية؟

الإدارة الذاتية هي مكونة من السوريين بمختلف مكوناتها، ودمشق أيضا هي سورية، إذًا السعي لإيجاد شكل من التوافق بين السورين بجهود سورية يحسب للإدارة الذاتية نحو محاولة لإيجاد حل إيجابي يسهم في تحقيق الاستقرار في سوريا.

الإدارة الذاتية لا يمكن أن تقوم بخطوات رسمية وحقيقية بدون موافقة المكونات وما يضمن مصلحة شمال وشرق سوريا، وإن الإدارة الذاتية دائما تضع عنوانا لها بأن الحوار السوري السوري هو ما تسعى إليه دائما.

كلمة أخيرة ولمن توجهيها؟

كلمتي الأخيرة وهي بأن الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة، وأن الإدارة الذاتية عبر السنوات التي مضت أثبتت جدارتها من خلال صمود قواتها العسكرية وحكمة قيادتها السياسية ودينماكيت إدارتها، فأعطت نموذجا جديدا كان في طور النمو، لكنه نموذج لفت الأنظار إليه.

أتوجه إلى السوريين أن يقبلوا بعضهم البعض، وأن يكون الحوار خيارهم لا القتال، كما أتوجه إلى القوى الدولية الفاعلة على الأرض السورية بأن تسعى بشكل جدي وفاعل وتكون هذه القوى الساعية لتأمين الاستقرار والأمن في سوريا عموما، ليعود السوريين إلى أرضهم وتعود سوريا من جديد مركز إشعاع حضاري مميز.

حاورتها/ مطيعة الحبيب