لكل السوريين

بيوت ومحلات بانياس تعاني من غزو الحشرات

طرطوس/ أ ـ ن 

انتشرت العديد من أنواع الحشرات في بيوت ومرافق مدينة بانياس بأعداد كبيرة، خلال الأسبوع الأخير من شهر تموز 2022, إثر غياب أي نوع من أنواع المكافحة من قبل الجهات الحكومية وتراكم القمامة في الشوارع لعدة أيام، بالرغم من ان مدينة بانياس مدينة ساحلية وسياحية وهادئة وجميلة جدا.

وقمنا بسؤال العديد من أهالي المدينة، واجمع الجميع على أن المدينة تشهد هجوم من موجة كبيرة من الحشرات انتشرت في المنازل والمحال التجارية، وفي الليل على الكورنيش وفي المقاهي والكافتيرات البحرية.

أبو بشير، أحد أصحاب المحلات التجارية في حي القبيات، لم يرغب في ذكر اسمه، قال لنا إن الصراصير والحشرات من برغش وذباب ودبابير، تنتشر في المدينة بشكل مرعب، ولا يخلو أي محل أو أي منزل في المدينة منها.

وأرجع أبو ميلاد، أحد أصحاب المحلات التجارية في حي التربة، هذه الظاهرة إلى غياب دور البلدية في رش الطرقات وحاويات القمامة بالمبيدات، ما ترك فرصة للحشرات بالتكاثر و “غزو” المدينة.

من جهته قال فراس أحد سكان حي القصور، أكد على عدم اسمه، إن القمامة مكدسة في كافة شوارع مدينة بانياس، إثر تراجع دور البلدية في جمعها وترحيلها، ولم يقتصر ضرر تراكم النفايات على انتشار الحشرات، إذ يعاني الأهالي من انتشار الروائح الكريهة في الأحياء السكنية والتجارية، وفق ما قاله الشاب.

عمر أبو فاروق، أحد سكان حي المروج ، رجانا عدم ايراد اسمه ,  وانه سيتكلم فقط بتحقيق هذا الشرط, ونحن اكدنا له ذلك, وقام بتفريغ كل شحناته بالحكي معنا وقال لنا ما يلي حرفيا: البرغش الكبير والصغير, لا يدعنا ننام بالليل ,والدنيا شوب وحار كتير, والرطوبة عالية جدا, ولا نستطيع ان نغلق الأبواب والنوافذ ,نضطر في اكثر الأحيان للسهر الى الفجر بسبب البرغش, ولو ان بالبلدية رشت كل أسبوع مرة واحدة كانت كفيلة بمساعدتنا لحل المشكلة, والغريب ان البرغش ( أي البعوض) يعضنا ويقرصنا ويتورم جسمنا ونخاف من التسمم الدموي , وهو قادم من الزبالة ولا نعرف ماذا يحمل من امراض, وبالنهار يهلكنا هلاك حقيقي الذباب, لا نعرف ان نجلس ولا ننام ولا ناكل  ولا نشرب بالنهار من الذباب , والدنيا شوب فظيع جدا , ولا نستطيع ان نشغل المراوح ولا المكيفات ,والبلدية لا حس ولا خبر, مو فاضيين ملتهيين بتزفيت الطرقات , يبدو ان مصيرنا هو الدفش فينا يوم بعد يوم , الى ان نشتري الطاقة الشمسية , بالدين او بالتقسيط , المهم , لا حل لنا الا بأيدي الألواح الشمسية, واما مصيرنا التحمل والصبر حتى تجي ساعتنا ونموت ونخلص من هذه الدني.

قالت لنا السيدة الفاضلة ام ميشلين، ان كل شيء صادق وسمعتموه عن البرغش والذباب والجو الحار، وتقصير البلدية بمعالجة الامر صحيح، رغم ان المعالجة الحكومية لا تخدم ولا تعالج الا انها تفيد قليلا، المشكلة بدقة حتى نكون منصفين بكلامنا عن البلدية وعمالها، ان حجتهم الرئيسية انه لا يتوفر مادة المازوت لدى البلدية، وهذا يسقط الامر بأيديهم، وبالأخير لا يوجد بيد المواطنين شيء سوى تحمل المعاناة والصبر على البرغش والذباب والحشرات الأخرى.

الانسة فدوى وهي مهندسة مدنية ولديها أربعة أطفال، قالت لنا حرفيا: بالبيوت مزعوجين جدا من الجو الحار جدا والرطوبة العالية، ومضطرين ان نجلس ببيوتنا، وفي بيوتنا بالنهار الذباب، وبالليل البعوض، وعندنا مشكلة أخرى انتشار الدبابير , ونخاف جدا منها سواء أطفال او كبار, والعلاج لكل هذه الأمور , ببساطة , هو فردي وبيد المواطنين انفسهم, والأمور متروكة للصدفة وللحظ, ويلجأ بعض سكان المدينة والمحال التجارية لمكافحة الحشرات من خلال رش المبيدات لتنظيف منازلهم ومحالهم التجارية، لكنّها لم تعد حلا مجديا جراء انخفاض فعالية المبيدات، إضافة الى غلاءها الباهظ, واختفاء بعض المبيدات , املا بارتفاع أسعارها, وما تراجع الدور الوظيفي للبلدية , الا للأسباب وحجج معروفة, فالمازوت غير متوفر لسيارات جمع القمامة وترحيلها وتشغيل مضخات المياه ولجرارات وسيارات رش المبيدات.