حماة/ جمانة الخالد
شهدت أسواق حماة خلال عيد الفطر حركة تجارية نشطة، رافقها انخفاض ملحوظ في أسعار مختلف السلع المرتبطة بموسم العيد، ولا سيما الحلويات والمكسرات والملابس، حيث وصلت نسبة التراجع إلى 50% مقارنةً بالأعوام السابقة، في أول عيد يأتي بعد سقوط النظام السابق.
وكانت حركة الأسواق مع اقتراب عيد الفطر جيدة جداً مقارنة بالسنوات الماضية، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار بنسبة تتراوح بين 25 و50% على الحلويات، والشوكولا، والمكسرات، إضافةً إلى تراجع أسعار الملابس بنسبة تقارب 40%.
وعزا سكان هذا التراجع إلى زوال الأعباء التي كانت مفروضة في عهد النظام السابق، كالجمارك والإتاوات، إلى جانب انخفاض كلفة المواد الأساسية مثل السكر والزيت والفستق، وتوفر الوقود، وتحسن وضع الكهرباء.
وأوضحوا أن سعر كيلو المكسرات من صنف “خمس نجوم” انخفض من أكثر من 300 ألف ليرة في العام الماضي إلى ما بين 150 و200 ألف ليرة حالياً، في حين بلغ سعر كيلو الحلويات الجيدة نحو 250 ألف ليرة، مع انخفاض عام يتراوح بين 20 و30% في معظم الأنواع.
ورغم هذا الانخفاض، أكد مسؤولون أن شريحة واسعة من المواطنين، وخاصة أصحاب الدخل المحدود، ما تزال غير قادرة على الشراء، في حين اعتمد البعض على السلع المنخفضة الكلفة أو على حوالات مالية خارجية لتغطية حاجاتهم.
وانتقد مسؤولون بعض المحال التي امتنعت عن خفض أسعارها رغم انخفاض كلفة المواد، معتبرين ذلك نوعاً من الجشع، وداعوا إلى تعزيز المنافسة والرقابة لضمان مطابقة الأسعار للجودة.
ولفتوا إلى ارتفاع الطلب على المأكولات الشعبية في النصف الثاني من رمضان، مع حركة شراء مقبولة للدواجن، مشيرين إلى أن حجم الطلب ما يزال مرتبطاً بقدرة المواطن الشرائية.
ويُعد عيد هذا العام هو الأول بعد سقوط نظام الأسد، ويمثّل تحولاً مهماً في حياة السوريين. ورغم بساطة المظاهر والاحتفالات، اعتبره كثيرون بدايةً لمرحلة مختلفة تُطوى فيها سنوات القمع السابقة.
وفي السنوات الماضية، تزامنت الأعياد مع أزمات معيشية خانقة، حيث لم تكن الرواتب تكفي لتأمين أساسيات العيد، وسط تدهور مستمر في الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
وكانت القيود الأمنية تحدّ حتى من ممارسة التقاليد البسيطة كشراء الملابس أو تبادل الزيارات، في ظل رقابة وتضييق دائم من قبل الأجهزة الأمنية.
أما اليوم، وعلى الرغم من استمرار التحديات الاقتصادية، فيرى البعض في سقوط النظام فرصةً لإحداث تغيير حقيقي في الواقع المعيشي وفتح المجال لتحسين الظروف تدريجياً.