لكل السوريين

إلهام أحمد: الاتفاق بين عبدي والشرع خطوة مهمة تحتاج تفاهمات أوسع

أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لهيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن الاتفاق الذي جرى مؤخراً بين قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، ورئيس سلطة دمشق أحمد الشرع، يُعد خطوة بالغة الأهمية تشكل قاعدة يمكن البناء عليها في الوقت الراهن ومستقبلاً.

جاء ذلك خلال جلسة نقاش نظمتها منصة DEFACTO الحوارية، أمس الثلاثاء، في مدينة الحسكة، حيث شددت على أن الاتفاق ما يزال بحاجة إلى تفاهمات موسعة، مشيرة إلى وجود ملاحظات جوهرية على الحكومة السورية الجديدة، وعلى بنود الإعلان الدستوري الذي تم الكشف عنه مؤخراً، معتبرة أنه كان من الأفضل تأجيله لصالح حوار أكثر شمولاً.

وأشارت الرئيسة المشتركة لهيئة العلاقات الخارجية إلى أن اللجنة الدستورية لم تمثل كافة السوريين، موضحة أن الاتفاق الحالي يمثل إطاراً عاماً يجري العمل على تطويره عبر تشكيل لجان تضم ممثلين عن مختلف المكونات السورية.

وسلطت الضوء على ما وصفته بـ”الإرث الغني” الذي بنته قسد والإدارة الذاتية على المستويين الإداري والسياسي، مؤكدة أن هذه التجربة باتت نموذجاً يحتذى به في التعددية وضمان الحقوق، وتشكل ورقة ضغط فاعلة في مسار التفاوض السوري.

وأضافت أن مطالب الإدارة الذاتية لا تقتصر على شمال وشرق سوريا، بل تشمل ضمان حقوق جميع السوريين في أي دستور قادم، مشددة على ضرورة إقامة نظام عادل يبتعد عن الديكتاتورية ويكفل حقوق المرأة التي لا تزال مهمشة في الحياة السياسية والدستورية.

وانتقدت وتيرة الخطوات التي تتخذها سلطة دمشق حالياً، ووصفتها بغير المدروسة، مشيرة إلى استمرار تهميش المرأة. كما أكدت أن الإدارة الذاتية لن تتخلى عن الحقوق الثقافية والدينية، وحق التعليم باللغة الأم، إلى جانب التمسك بالنظام الإداري اللامركزي.

ودعت إلى بناء إدارة تشاركية شاملة لجميع المكونات السورية، على غرار نموذج الإدارة الذاتية، محذرة من استمرار المخاطر في ظل غياب الاستقرار واستمرار التدخلات الخارجية، مطالبة بعدم عقد اتفاقات دولية على حساب مصالح السوريين.

وفي الملف الأمني، كشفت الرئيسة المشتركة لهيئة العلاقات الخارجية أن الإدارة الذاتية تعمل على تأمين عودة طوعية لمهجري عفرين وسري كانيه وتل أبيض، لكنها ربطت ذلك بتوفير بيئة آمنة تضمن حماية العائدين من الاعتقال والانتهاكات.

وأكدت أن الإدارة الذاتية ليست شريكاً في العمليات العسكرية أو الإدارية لسلطة دمشق، لكنها تعمل على تطبيق بنود الاتفاق مع دمشق ودفع العملية السياسية نحو انتقال عادل، مشيرة إلى استمرار الضغط على سلطة دمشق لمعالجة ملفات خدمية أساسية مثل مطار القامشلي والسجل المدني.

وفي ختام حديثها، قالت إن الولايات المتحدة تلعب دوراً في التهدئة بين الإدارة الذاتية وتركيا، معبرة عن أملها في استمرار حالة الهدوء الراهنة، ومؤكدة أن الجهود متواصلة لتحقيق عودة المهجرين وحماية المكتسبات الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.