حمص/ بسام الحمد
انخفضت أسعار مواد البناء بشكل طفيف في محافظة حمص خلال الأسابيع الأخيرة، من دون أن ينعكس ذلك على حركة الإعمار أو الترميم في المنطقة، وسط مطالب من السكان بتخفيضات أكبر وخطوات جدية من سلطة دمشق لإطلاق مشاريع إعادة البناء.
وتراجع سعر قطعة الطوب الإسمنتي (البلوك) من 5700 إلى 4200 ليرة سورية، كما انخفض سعر كيس الإسمنت من 80 إلى 75 ألف ليرة، لكن هذا الانخفاض لم يحفّز عودة حركة البناء، في ظل غياب التصريحات أو الخطط الواضحة من جانب الحكومة.
كما انخفض سعر المتر المربع من السيراميك من 120 ألف ليرة إلى ما بين 60 و75 ألف ليرة، كما تراجع سعر المتر المربع من الغرانيت من 250 ألف ليرة إلى 90 ألفًا. وشمل الانخفاض أسعار المغاسل أيضاً، إذ تراجعت من 800 ألف ليرة إلى ما بين 350 و400 ألف ليرة، في مستويات غير متوقعة مقارنة بالفترات السابقة التي شهدت ارتفاعاً مستمراً بسبب تدهور قيمة الليرة وفرض الإتاوات.
وقال أحد العاملين في قطاع البناء إن الأهالي ينتظرون خطوات فعلية في ملف الإعمار، مضيفاً: “الناس لا تبني لأنهم لا يعرفون ماذا سيحدث، ولا يوجد وضوح بشأن التصريحات أو السماح بترميم المنازل”. وأشار إلى أن بعض الأهالي لجأوا إلى تفكيك الحديد من منازلهم المدمرة وبيعه لتأمين احتياجاتهم المعيشية.
وتعمل الورش المتخصصة على إخراج الحديد مقابل 50 ألف ليرة للطن الواحد، فيما يشتريه التجار بأسعار منخفضة للاستفادة من حالة الركود.
ورغم هذا الجمود المحلي، تتحدث تقارير عن تحركات دولية لدعم جهود الحكومة الجديدة في ملف الإعمار. وقال عرفان العلي، المسؤول في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-HABITAT)، لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن البرنامج يعمل على مساعدة سلطة دمشق في إعادة التأهيل، بعد فقدان البلاد نحو 25 بالمئة من مخزونها السكني خلال الحرب.
وأوضح العلي أن البرنامج أجرى دراسات ميدانية في 75 موقعاً لتقييم الأضرار، مشيراً إلى أن تقديرات كلفة الإعمار تتراوح بين 400 و500 مليار دولار، مع سعي البرنامج إلى حشد تمويل من المانحين والبنوك الدولية، رغم العقوبات والقيود المالية التي تعرقل التحويلات.
وأضاف أن البرنامج ينفذ مشاريع في دمشق وحلب وحماة وإدلب، ويدفع نحو توسيع الشراكات لإعادة تأهيل البنية التحتية والمساكن في كل المحافظات، ويولي أهمية خاصة لملف حقوق الملكية وتوثيقها للسوريين داخل البلاد وخارجها.