لكل السوريين

“عبد اللطيف الحلو” من أبرز هدافي كرة القدم السورية في التسعينات

عشق وتعلق بكرة القدم منذ صغره رغم التضييق عليه من أهله لمنعه من ممارسة اللعبة، لكن إصراره دفعه لتجاوز كل العقبات التي واجهته، ووجد في نادي الحرية المكان المناسب لإبراز موهبته وخلال فترة قصيرة أثبت موهبته بالتهديف عندما تصدر قائمة هدافي الدوري السوري لفئة الشباب، كذلك كان لاعبا من الطراز الرفيع ونجما استثنائيا يتمتع بالروح القتالية ويتميز بالمتابعة وترجمة الكرات المرفوعة برأسه وقدمه لأهداف رائعة، وكان يقول عنه المذيع المشهور الراحل عدنان بوظو مكتوب على جبينه غوول ويمدحه بالقول حلو ياحلو، وقد أطلق عليه عدة ألقاب كان أبرزها ثعلب كرة الحرية.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة الهداف عبد اللطيف الحلو نجد أن بداية ممارسته لكرة القدم كانت في الملعب التابع لمعهد حلب العلمي لفترة من الزمن، حتى التقى بشخص اسمه مصطفى صابر وهو أحد مشجعي نادي “الحرية” الذي أصر على أن يأخذه لنادي الحرية لتنسيبه فانضم لإحدى فرق النادي، وبدأ يتدرب معه والطريف أنه كان يفعل ذلك دون معرفة أهله الذين كانوا يطالبونه بالاهتمام بدراسته للحصول على الشهادة الثانوية لتأمين مستقبله الدراسي، فواجه صعوبات كثيرة في بداية مشواره الرياضي لكنه تغلب على تلك المعوقات بعزيمة واقتدار وبدأ يتطور مستواه الفني في الفئات العمرية وبرز بشكل واضح بفئة الشباب عندما حصل على لقب هداف دوري هذه الفئة برصيد 23 هدفا في موسم 1987 ونظرا لتميزه كلاعب هداف تم ترفيعه لفئة الرجال، ونجح بالتعاون مع زملائه بالفوز ببطولة الدوري السوري لموسم 1992، كما أحرز ناديه بطولة كأس الجمهورية في موسم 1993 وكرر ناديه إنجازه بالفوز ببطولة الدوري مره ثانيه في موسم 1994، فازدادت شهرته ولمع اسمه خارج سوريا فاحترف في عدة أندية، حيث تعاقد مع نادي “روي” وهو أحد فرق الأندية العمانية، حيث لعب معه لمدة/3/ مواسم، ثم انتقل إلى “لبنان”.

وانضم إلى نادي الهومنمن” اللبناني، حيث لعب معه لمدة /7/ سنوات، ثم انتقل إلى نادي أولمبيك بيروت لمدة موسمين وبعدها لعب مع نادي “البرج اللبناني وحقق مع هذه الاندية نتائج متميزة، وكانت تلك الفترة من أجمل أيام مسيرته الكروية حيث ترك فيها انطباعات جميله.

واختتم مسيرته الكروية في العودة لناديه الأم الحرية بمباراة اعتزاله مع جاره نادي الاتحاد في عام 2004.

أما عن مسيرته مع المنتخبات السورية فقد بدأت في عام 1989 مع منتخب الشباب الذي شارك بالعديد من البطولات والمنافسات القارية واستمر لمدة عامين بعدها انضم لمنتخب الرجال وشارك معه في تصفيات بطولة كأس العالم مرتين في أعوام 1990 / 1994، كما شارك في التصفيات الأولمبية في أولمبياد برشلونة عام 1992، وفي تصفيات بطولة كأس أمم آسيا عامي 1992 / 1996.

وفي دورة الألعاب العربية عام 1992 التي اقيمت في سوريا، وخاض مع المنتخب الأول 65 مباراة دولية سجل خلالها العديد من الأهداف، أما عن أهم إنجازاته خلال مسيرته الكروية على الصعيد الشخصي كان:

الفوز بلقب أفضل هدافي الدوري السوري لفئة الشباب عندما كان يلعب بهذه الفئة برصيد/23/هدفاً، وحصل في موسم 1991 على المركز الثاني لهدافي الدوري العربي حسب تصنيفات بعض وسائل الإعلام، هداف الدوري السوري موسمي 1990 / 1992/، ومع ناديه الحرية كان ضمن الفريق الذي أحرز بطولة الدوري في موسم /1992/، وبطولة الدوري موسم /1994/، بطولة كأس الجمهورية موسم /1993/، بالدوري العماني في عام 1995 نال لقب هدّاف الدوري وجائزة أفضل لاعب أجنبي.

ومع نادي الهومنتمن اللبناني حصل على لقب هداف الدوري اللبناني وجائزة الحذاء الذهبي عام 1998، ومع منتخب شباب سوريا كان ضمن الفريق الذي أحرز المركز الثاني لبطولة آسيا، ومع المنتخب الذي تأهل لنهائيات كأس العالم مرتين في البرتغال، السعودية عامي 1992، 1996.

عاصر عدة أجيال خلال مسيرته الكروية:

الجيل الأول: عبد الفتاح حوا، رضوان شيخ حسن، وليد الناصر، علي شيخ ديب، مصطفى قادير، جوزيف ليوس جورج، مجد الدين دهنة، عبد الله حريري، محمد خير حمدون، محمد الحلو، فايز خسروف.

الجيل الثاني: خالد الظاهر، مصطفى حمصي، محمد مصطفى، سمير بكري، حجي قادر، محمد حميدي، حسن بصلة،

مصطفى البطل، نهاد الحاج مصطفى، مقوم عباس، مناف رمضان، محمد كوسا، صبحي مزيك.

الجيل الثالث: إدريس وأحمد كوسا، محمد رحيم، مهند شيخ ديب، سامر سالم، سمير بلال، محمد الحسن، غسان الظاهر، محمد بيروتي.

أما عن أجمل أهدافه الأول كان خلال نهائي كأس الجمهورية مع نادي الاتحاد، عندما ساق وليد الناصر الكرة من منتصف الملعب حتى وصل إلى زاوية منطقة جزاء فريق الاتحاد من جهة اليسار فحول الكرة عرضية فتابعها بكل أناقه بالمرمى لتنتهي المباراة بفوز الحرية بكأس الجمهورية.

والهدف الثاني في مرمى الفتوة، حيث كان مصابا ويجلس على مقاعد الاحتياط وكانت النتيجة التعادل فبدأ الجمهور يهتف باسمه فتم إشراكه بالدقائق الأخيرة فسجل هدف الفوز برأسه، واحتفى به جمهور النادي طويلاً بعد المباراة

أما عن مسيرته التدريبية بعد اعتزاله لم يبتعد عن ميدان اللعبة وعمل في مجال التدريب بعد أن شارك بعدة دورات تدريبية محلية التي كان يقيمها الاتحاد السوري لكرة القدم الخارجية، وهو حاصل على الشهادات الآسيوية الثلاثة A ، B،C ، كذلك شارك في دورة تدريبية في “مصر عام 2009، ودورة تدريبية دولية من جامعة لأيبزغ الألمانية، وفي بداية عمله كلف مساعدا لمدرب رجال ناديه في 2004، ثم كلف بتدريب فريق شباب الحرية في عام 2010 وأحرز بطولة الدوري السوري لهذه الفئة، ودرب نادي الوحدة في سلطنة عمان، كما درب فريق رجال ناديه الحرية في موسم 2011، وصعد وقتها النادي للدور الممتاز.

من الطرائف في مسيرته الكروية أنه في عام 1986 تم دعوة عدد من لاعبي حلب للالتحاق بمعسكر منتخب سوريا للشباب، وعندما ذهب لدمشق لمكان إقامة اللاعبين اعتذر منه رئيس اتحاد كرة القدم بأنه ليس هو المدعو للمنتخب بل هو لاعب نادي الاتحاد خالد الحلو وأن اسمه ذكر بالخطأ في الصحف الرياضية، وطلب منه العودة لمدينته حلب لكن المدرب الروسي الذي كان يدرب المنتخب لم يقبل أن يكسر خاطره فطلب منه الانضمام للمعسكر لتجربته وفعلا قام بذلك خلال  المباراة الودية مع المنتخب القطري، حيث أُصيب اللاعب مناف رمضان وكان منتخب قطر متقدما بهدف وبعد نزوله نجح في خطف كرتين من الدفاع القطري وسجلهما لتفوز سوريا بالمباراة وبذلك نجح في كسب ثقة المدرب الذي أصبح يعتمد عليه كلاعب أساسي وبعدها فرض نفسه كهداف بارع للمنتخب في كافة مشاركاته اللاحقة.

ومما يذكر أن الهداف عبد اللطيف الحلو من مواليد حلب 1969.