لكل السوريين

ملوثة بشكل كبير.. أطباء يحذرون من مياه العاصي

حماة/ جمانة خالد

حذر أطباء من تناول جميع المزروعات التّي تُسقى من نهر العاصي ومن شراء الأغذية أو العصائر المكشوفة من الباعة الجوالين على اعتبارها مصدراً كبيراً للإصابة بالكوليرا بعد انتشارها بشكل كبير.
وتواصل منظمة الصحة العالمية من تحذيراتها من صعوبة الوضع في سوريا بعد الانتشار المخيف لمرض الكوليرا، ووصف بأن الوضع مأساوي في سوريا، ومطلع الشهر الفائت أرسلت المنظمة طائرة محملة بالأدوية لدمشق دون تحديد آلية توزيعها في ظل انتشار عام للكوليرا على الجغرافية السورية.
من جهتهم قال أطياء في حماة، أن دواء مرضى الكوليرا متوفر سواء أكان أدوية الإماهة (السيرومات) أو الصادات الحيوية، كما تم تخصيص المشافي التابعة لمديريّة صحة حماة (الوطني والأسد والسلمية والسقيلبية) بجناح من غرفتين لاستقبال مرضى الكوليرا، مع إمكانية التوسع في حال زاد عدد الإصابات.
وعند ظهور أول إصابة كوليرا شكلت الصحة في حماة لجنة أشبه بخلية الطوارئ، ضمت كافة المعنيين من مديرين الصرف الصحي والزراعة والتربية والأوقاف والسياحة ومجالس المدن والبلدان ومندوبون عن جامعة حماة والمدينة الجامعية ليعمل كلٍ في قطاعه، أيضا تم توقيف جميع معامل الثلج غير المرخصة ومراقبة المرخصة منها، لأن المياه الملوثة أكبر ناقل للكوليرا.
وكشف مسؤولين في مديرية الصحة بحماة عن تلوث مياه العاصي بشكل كبير، بعد إجراء تحاليل لمياهه، وأن هناك أسباب بشرية وصناعية لتلوث نهر العاصي، فإما بشرية فتظهر في أكياس القمامة المنزلية والنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي، الأمر الذي جعله مرتعاً للحشرات.
ضفي حين تبدو الأسباب الصناعية جراء خروج منصرفات مياه المعامل والشركات الموزعة على ضفافه وهي مياه ملوثة وغير معالجة بمحطات، حيث هناك كثير من المعامل لا تلتزم بتنفيذ محطات معالجة بحجة غلاء الثمن، أو أنها ركبتها بلا تشغيل، على عدّ نفقات تشغيلها كبيرة جداً، وأن مديرية البيئة هي المسؤولة عن مخالفات تلك المعامل.
ومنذ مدة بدأت بلدية حماة بمخالفة تلك المعامل والشركات لمخالفتها الشروط الصحية، لكن قيمة أعلى مخالفة هي 20 ألف ليرة وبالتالي ليست رادعة.
في حين عملت الموارد المائية، على تعزيل نهر العاصي بشكل دوري في مناطق الاختناقات ويتم مراسلة الجهات العامة أو الخاصة في حال وجود مخالفة تلوث، مع العلم أن مياه العاصي تروي 3500 هكتار على جوانبه بين سد الرستن ومحرة كما يغذي النهر شبكات ري تسقي 65 ألف هكتار من الأراضي الزراعية بمنطقة الغاب، وهناك عدة قرى تحتاج لمحطات معالجة تلوث.
والجدير بالذكر أن تلوث نهر العاصي يُعدّ من المواضيع القديمة المتجددة مما قبل الأزمة، ويروي مزروعات حذرت الشؤون الصحية من تناولها، ويعتبر رمزاً جمالياً وتراثياً مهماً لأهالي المحافظة حين جريان مياهه، كذلك يُشكل العاصي مصدر رزق للقطاع السياحي من مطاعم ومنتزهات تتضرر أيضاً حين انقطاع مياهه بين حينٍ وآخر لتحوله إلى مرتع للتلوث والروائح الكريهة والحشرات.
ويتبع لمديريّة صحة حماة 135 مركزاً صحياً في جميع مناطقها، وتم مخاطبة مديرية صحة حماة لإنشاء زاوية إماهة بكل مركز منها حال تطور الإصابات واستعدادا لأي طارئ، مع نشر التوعية الصحية لدى المجتمع المحلي في كل مكان.