لكل السوريين

انتخابات مفصّلة على مقاسات بوتين.. والكرملين يسعى لإضفاء الشرعية عليها

بدأ الناخبون الروس في المناطق النائية التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية قبل عشرة أيام، وسط حظر شديد على انتقاد الحرب الروسية في أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث، حيث تعتبر التظاهرات المناهضة للكرملين أو العروض العامة لمعارضة النظام أو المعارضة للحرب على أوكرانيا، غير قانونية في روسيا بموجب قوانين الرقابة العسكرية الصارمة والقوانين ضد المسيرات غير المرخصة.

وتفاقمت عمليات قمع التظاهرات بعد وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في سجنه مؤخراً،

حيث قضت محاكم روسية بسجن عشرات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال مشاركتهم في تأبين المعارض الراحل، وحكم على 154 شخصاً منهم في سان بطرسبورغ.

وحسب دائرة القضاء في المدينة، تم الحكم عليهم  بالسجن لمدة تصل إلى 14 يوماً لانتهاكهم قوانين روسيا التي تحظر التظاهر.

وحسب جماعات حقوقية ووسائل إعلام مستقلة، لم تقتصر الاعتقالات والأحكام على سان بطرسبورغ فقط، بل صدر عدد من الأحكام المماثلة بحق عشرات الأشخاص في العديد من المدن الروسية الأخرى.

واعتقلت الشرطة الروسية المئات من الذين قصدوا أضرحة رمزية سبق أن أقيمت في عدة مناطق للراحل نافالني لوضع باقات الورود عليها وإضاءة الشموع تكريما له وتخليداً لذكراه، وأزالت الأضرحة الرمزية.

تصويت مبكر

بدأت عمليات التصويت المبكر في مناطق بعيدة ومتفرقة من روسيا، وفي مناطق أوكرانية يحتلها الجيش الروسي، وأرسلت السلطات الروسية مروحيات وعربات لجمع أصوات رعاة الرنة وغيرهم من الرعاة المنتشرين في السهول البعيدة بالريف الروسي.

وقالت لجنة الانتخابات في موسكو إن مسؤوليها استخدموا “مروحيات ومركبات رباعية الدفع ومركبات أخرى للطرق الوعرة” للوصول إلى المناطق النائية في منطقة سيبيريا لإقامة مراكز تصويت لعشرات الناخبين.

وفي منطقة خاباروفسك بأقصى شرق البلاد، سافر مسؤولون بمروحية إلى محطة الأرصاد الجوية النائية “كور” لجمع أصوات شخصين يعملان فيها.

وفي جمهورية ساخا الواقعة في القطب الشمالي السيبيري، قال مسؤولو الانتخابات إنهم سافروا لمدة خمس ساعات في مركبات للطرق الوعرة للوصول إلى مجتمع قبلي في جزيرة بولشوي بيغيتشيف في بحر لابتيف، وكتبوا على وسائل التواصل الاجتماعي، “كان رب الأسرة سعيداً برؤية الضيوف”، وأشاروا إلى تصويت أربعة ناخبين من المنطقة.

وفي المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو، تم التصويت المبكر في بعض هذه المناطق بينها منطقة زابوريجيا، ونشر المسؤول المعين من قبل الكرملين للجزء الذي تحتله موسكو من المنطقة صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لجنود داخل مركز اقتراع مؤقت تم تمويهه.

إضفاء الشرعية على الانتخابات

مع أن الانتخابات الرئاسية الروسية مفصّلة على مقاسات بوتين ونتائجها محسومة لصالحه سلفاً ولا يشك أحد في فوزه بفترة رئاسية رابعة، لكن الإقبال الكبير على التصويت بات مطلباً أساسياً بالنسبة للكرملين الذي يسعى لإضفاء الشرعية على العملية الانتخابية من خلال إبراز الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع في كافة المناطق، وخاصة بين الروس المقيمين في الخارج.

وفي هذا الإطار تلقى الشعب الروسي سيلاً من الإعلانات الداعية للتصويت كملصقات على حقائب التسوق وطرود الوجبات السريعة إضافة إلى الإعلانات على وسائل النقل العام وفي دور السينما وآلات صرف النقود.

وأفادت الأنباء بتلقي الناخبين رسائل نصية تحثّ على ضرورة المشاركة بالتصويت، فضلا عن دفع الشركات الكبرى لموظفيها إلى التصويت.

وركّز الكرملين هذه الانتخابات على الناخبين الشباب الذين أشارت التقارير إلى أنه كان لهم حضور كبير في المظاهرات المناوئة للحكومة.

وحضر بوتين العديد من التجمعات مع الشباب، وتعهد بتوفير العديد من فرص العمل لهم وخاصة في مجال العلوم والصناعة.

كما استهدفتهم حملات على وسائل التواصل الاجتماعي شارك فيها مشاهير ونجوم موسيقي، ومع أنه لم يعلن عن مصدر هذه الحملات يعتقد الكثيرون أن الكرملين وحلفاءه وراءها.