لكل السوريين

درار يعتبر صمت دمشق وسبات الجامعة العربية أسباب تصعيد تركيا في سوريا والعراق

في لقاء جمعه مع وكالة هاوار الإخبارية، صرّح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، أن صمت حكومة دمشق بالإضافة إلى سبات الجامعة العربية مهدا الطريق أمام دولة الاحتلال التركي للاستمرار بالمشاريع الاستعمارية في كل من سوريا والعراق.

وكثفت دولة الاحتلال التركي من استهدافها لمناطق واسعة في شمال شرقي سوريا، وخاصة هذه الأيام، وسط صمت مبهم من قبل دمشق، وعدم إدانة من قبل جامعة الدول العربية.

وفي لقاء له مع وكالة هاوار الإخبارية، اعتبر درار أن الهدف هو موجه للداخل التركي، بأن أردوغان قادر على تجاوز الصعوبات وإيقاف أي مشروع يتصادم مع غاياته في المنطقة.

وأشار إلى استغلال تركيا الانشغال الروسي والأميركي في مواضيع مختلفة “وبالتالي تسعى إلى فرض أجنداتها على المنطقة”، ولفت إلى أن الطرفين الأميركي والروسي يحتاجان إلى الدور التركي، فيغضان النظر عن تصرفاته.

وفي سؤال عن وجود علاقة بين تزامن التصعيد العسكري والإعلان عن مشروع توطين مليون لاجئ في المناطق المحتلة، يقول رياض درار: “أعتقد أنه (التصعيد العسكري) محاولة لاستمرار تهجير أبناء المنطقة لإحلال من يريد إحلالهم في هذه المناطق، وهذا أمر يمس ما ندعوه بالتغيير الديمغرافي، حصل في عفرين ويسعى إلى إقامة هذا الدور في مناطق قريبة من رأس العين وتل أبيض”.

وأردف درار قائلاً: “التغيير الديمغرافي هدف من أهداف النظام التركي؛ لأنه يريد أن يقيم شريطاً حدودياً آمناً بالنسبة له يسميه ممر السلام. وفي الحقيقة هو ممر الحروب القادمة”.

ويرى درار أن الاستهداف في شمال العراق وشمال شرقي سوريا، هو يقوض السلام في البلدين، ولا يخدم المشروعين الوطني العراقي والكردي، بل يجعل المنطقة ملحقة بالجانب التركي، ولا يمكن تسميتها بمعنى تطبيق الميثاق الملي، ولكن ضمن أهدافه.

وفي قراءة لموقف حكومة دمشق من الهجمات التركية، قال رياض درار إن صمت حكومة دمشق أمر مستمر “لأن الانشغال الذاتي بالصعوبات الحياتية والاقتصادية وعدم القدرة على إعطاء أي إشارة تتحدث عن إمكانية المواجهة ضد هذا التصعيد مجرد تصريحات هنا وهناك لا تخدم بشيء”.

وأوضح درار أنه “بالنتيجة هناك رضى من حكومة دمشق؛ لأن إخضاع هذه المنطقة أو إضعافها قد يأتي بها إلى حضن النظام وهو ما تريده، وربما أيضاً هناك حديث عن تفاهمات بين الحكومتين في دمشق وأنقرة، وخاصة عبر تواصل مخابراتي في مسألة اللاجئين وفي مسألة ما يقولون عنه الإرهاب، أن هناك تفاهمات يمكن أن تؤدي إلى هذا السكوت”.

وعن موقف جامعة الدول العربية يقول رياض درار: “نحن لا نجد دوراً لها في كثير من القضايا العربية وحتى اجتماعاتها متوقفة، يبدو أن الجامعة العربية في حالة سُبات الآن، بانتظار لحظة توقظها أو تحييها، ولكنها الآن لا تمارس دورها المطلوب منها حتى عبر التصريحات”.

وتابع حديثه قائلاً: “نحن لاحظنا بعد احتلال رأس العين، أنه كانت هناك دعوة موجهة، وقد حضرنا دعوة مع وزراء الخارجية في القاهرة للتعبير عن موقف ضد التهديد التركي ضد الحدود والأراضي السورية، وكان هناك تصعيد ربما سببه المواقف الحادة بين الدول وتركيا في أثناء ذلك، التفاهمات بين هذه الدول وتركيا الآن تجعل الأمر أقل تصعيداً وأخفض صوتاً، وهذا ما يترك تركيا تتصرف دون أن تجد صوتاً معترضاً”.

ولا يعتقد رياض درار بوجود “رضى على التصرفات التركية في هجماتها على سوريا، لكن هناك صمت وسكوت لأن لا أحد يستطيع أن يتدخل، (تركيا) دولة قوية ومؤثرة، تستخدم بعض الأوراق للتعبير عن أنها تحمي نفسها وبنفس الوقت مصالح هذه الدول تجعلها تقف موقف الصامت”.

وأشار إلى أن مسار الأحداث جعل سوريا تتقسم إلى أكثر من جهة كنتاج للصراع الحاصل يمكن أن يؤدي إلى إدارات إلى فترة محددة قد تطول أو تقصر، ولكنها بالنتيجة لن تكون على حساب وحدة الأراضي السورية، لأن هناك أهداف لدى السوريين بأن تبقى سوريا موحدة لا تنقسم.

ويرى رياض درار أن “النظام له مصلحة في أن يستفيد من ما سماه سوريا المفيدة، والجزء الذي يتبع تركيا يستفيد من السيطرة على مناطق شمال غرب، بينما سوريا الباقية ممثلة في أبنائها بشمال وشرق سوريا يدعون إلى وحدة سوريا، يعملون على جمع القوى المعارضة لمواجهة نظام الاستبداد، يديرون الحوارات والتفاوض للوصول إلى حل سياسي، لكن حتى الآن لا يوجد جدوى في ذلك؛ لأن الأمور لم تصل إلى مرحلة أننا ذاهبون إلى الحل السياسي سواء كان بسبب التدخلات الإقليمية أو بسبب الفوائد المصلحية لهذا الطرف أو ذاك من الأطراف السورية”.

وكالة هاوار الإخبارية