لكل السوريين

تأجيل القمة العربية.. دون تحديد موعد رسمي لعقدها يربك الجزائر والجامعة

تقرير/ محمد الصالح 

أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية تأجيل عقد القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة الذي كان مقرراً بالجزائر في الثاني والعشرين من شهر آذار القادم، بسبب وباء كورونا.

وأوضح حسام زكي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائرية، بعد انتهاء زيارة وفد الجامعة العربية للوقوف على ترتيبات القمة، أن موعد عقد القمة لم يحدد بعد، ويخضع تحديد الموعد لمشاورات تجري بين الجزائر والأمين العام للجامعة العربية، للوقوف على أفضل تاريخ يناسب جميع الأطراف “لضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من القادة العرب”.

وأشار زكي إلى أن موعد عقد القمة لن يكون قبل شهر رمضان، الذي سيحل في نيسان القادم، وسيتم الإعلان عنه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، المقرر في القاهرة في الشهر المقبل.

ولكن مراقبين يتحدثون عن أسباب سياسية وراء التأجيل، خاصة أن التحضير لهذه القمة يتم في ظل توترات وخلافات بين الدول العربية حول ليبيا والسودان واليمن وسوريا، مما يجعل التنسيق بين هذه الدول صعباً.

رهان الجزائر

بعد الإعلان عن تأجيل القمة دون تحديد موعد رسمي لعقدها، بدأ الحديث عن وجود خلافات حول جدول أعمال القمة، في ظل المساعي الجزائرية الرامية لإدخال مجموعة من الملفات فيه.

وتبعاً للصحف المغربية فقد أدت المحاولات الجزائرية الهادفة لإقصاء المغرب عن القمة، والضغط لأجل عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية، أدت إلى انقسامات بين الأعضاء، وتسببت بعدم اهتمام أغلب رؤساء وملوك الدول العربية بحضور أعمالها، مما أدى إلى تأجيلها.

وفي معرض تعليقاتهم على تأجيل القمة، قال محللون مغاربة إن “الجزائر أصبحت منعزلة في الساحة الإقليمية بسبب قراراتها غير المسؤولة وغير الرشيدة”.

وقالت وسائل إعلام مغربية إن الجزائر انطلقت من مواقف عدائية خلال الإعداد لمؤتمر القمة، تجاه المغرب، ما دفع دول الخليج إلى مساندة المغرب.

كما أشار محللون مغاربة إلى أن “الجزائر تقحم مصالحها في نقاشات الأمة العربية، في وقت ينبغي ترك الخلافات جانباً، والتعامل برزانة مع المشاكل الإقليمية”.

واعتبروا أن مواقف الجزائر لا تخدم الوحدة العربية المنشودة في هذه الظروف الصعبة.

مغالطات

ذكر بعض المراقبين أن الجزائر وجدت نفسها في ورطة، بعد تصريحات الجامعة العربية التي أكدت تأجيل موعد القمة، بينما كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن عن استعداد بلاده لاستضافتها شهر آذار المقبل.

ولكن وزير الخارجية الجزائري فند ذلك، واعتبره مجرد “مغالطات” يتم تداولها  تحت عنوان تأجيل موعد القمة، في حين أن تاريخ اجتماعها لم يتحدد أصلا، ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد.

وأوضح الوزير خلال اجتماعه مع سفراء دول عربية بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، أنه وفقاً للإجراءات المعمول بها في إطار المنظومة العربية، يعتزم رئيس الجمهورية طرح موعد “يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية، والبعد القومي العربي، ويكرس قيم النضال المشترك، والتضامن العربي”.

ويعتمد هذا الموعد من قبل مجلس الوزراء العرب، في دورته العادية المرتقبة شهر آذار المقبل بمبادرة من قبل الجزائر، وتأييد من قبل الأمانة العامة للجامعة لاستكمال المسار التحضيري، بما يسمح بتحقيق مخرجات سياسية تعزز مصداقية ونجاعة العمل العربي المشترك.

صراع الجارتين

ألقى الخلاف الجزائري المغربي بثقله على الظروف التي رافقت التحضير للقمة، وجعل مع غيره من العوامل، هذه الظروف استثنائية بامتياز، حيث أكد مراقبون أن محاولة الجزائر استبعاد المغرب عن القمة، ألقت بظلالها على مواقف أكثر من دولة عربية لم تظهر حماساً لحضورها، وإن كان بشكل غير رسمي حتى الآن.

وكانت الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في نهاية آب الماضي، واتهمته بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها، بينما رفض المغرب مبررات القرار ووصفها بـ “الزائفة”.

وذكر مصدر دبلوماسي مغربي أن “الجزائر باتت طرفاً في النزاع مع المغرب، والمفروض في من يحتضن القمة العربية أن يكون موحداً للشعوب العربية”، حسب تعبيره.

يذكر أن الجزائر تسعى إلى استضافة القمة العربية هذا العام، بعدما ألغيت القمة، التي كان من المقرر أن تستضيفها في العام الماضي بسبب انتشار وباء كورونا، ووسط مخاوف جزائرية من انخفاض تمثيل الدول العربية في هذا الموعد.